الثلاثاء، 16 مايو 2017

نصيحة .. لا تفرطوا بالذهب !!


الذهب على مدار آلاف السنين حظي بمكانة خاصة في قلوبنا ...
وأطلقت عليه عدة اسماء منها: التبر، والعسجد، والزخرف، والأبريز ، وهذا المعدن نفيس ونادر ومما يزيد مكانته  انه يحافظ على قيمته في الاوقات العصيبة وله قدرة عالية على التحمل والحفاظ على بريقه وجودته على مدار السنين...

وكذلك البشر ...فيهم النفيس وفيهم دون ذلك ...
جاء في الحديث عن  النبي صلى الله عليه وسلم  :
"تجدون الناس معادن"

واليوم ...
دعيت لحضور بل  تشرفت وحرصت على حضور حفل لتكريم
احد الرجال " الذهب" في وزارة التربية – إدارة التعليم الخاص والنوعي

وهو الأستاذ الخلوق : يوسف الهدهود - أبو عبد الله
مدير مدرسة الأمل – للصم

وذلك بحضور أ.خالد الداحس  مراقب الشئون التعليمية
وأ. نواف العنزي مراقب الشئون الإدارية بالانابة
ولفيف الاخوة والاخوات العاملين في التربية الخاصة







وبقدر فرحي بأن احظى للمشاركة في تكريم رجل بهذه القامة السامقة في مجال تعليم ذوي الإعاقة بقدر حزني – كمهتم في هذا المجال - لخسارة هذا المعدن النفيس الذي لا يقدر بثمن !

نعم انها خسارة  فادحة ان نودع رجلا تربويا مثل يوسف الهدهود بسبب  تطبيق الحكومة  لقرار احالة من أمضوا 30 عاما في الخدمة رغم  أنه  في اوج نجاحاته ونشاطاته وهمته العالية !

وهذا القرار الذي جعلنا نخسر  كفاءات في عدة وزارات  ...

كالرجل الفاضل محمد العمر في وزارة الأوقاف
 مدير إدارة الدراسات الاسبق
 الذي احيل للتقاعد في أوج نجوميته وقمة نجاحه
ولا زلنا نذكره بكل خير ...

والقيادي الحازم اللواء عبد الفتاح العلي
 في وزارة الداخلية الذي حينما احيل للتقاعد
فقدنا الشعور بالامن في شوارع الكويت حيث باتت 
مرتعا للمستهترين !!





رأيي في مبدأ الاحالات للتقاعد



ولي في هذا الجزئية وهي احالة من تعدى الثلاثين عاماً  الى التقاعد في أجهزة الدولة وقفة  :
من قال ان كل من تعدى الثلاثين عام هو انسان منتهي الصلاحية او غير منتج أو يجب ان يجلس في بيته لحين حضور الأجل !!

واقعيا القيادة تحتاج لحكمة وليس للحماسة فقط ولذلك لا زالت بعض مناصب الدولة يتسنمها أصحاب الأعمار الكبيرة والخدمات الطويلة
دون نكير ومنهم المستشارين وكبار المسئولين وقادة الدول !

والمؤسف أن يرى البعض ان الاحالات هي نوع من توزيع الثروة ! " 
فمثل ما ياكلون نبي ناكل !! "

بالله هل هذا منطق؟ بل هذا كلام شخص كفو للقيادة ؟
هذا كلام شخص يريد منصبا لينتفع
لا ليقدم للبلاد نفعا


في تصوري أن الحل لترقي من هو " مؤهل للادارة " من الموظفين ...ليس في إقصاء الكفاءات والخبرات بطريقة مؤلمة
وتؤثر سلبا على المصلحة العامة  !!

بل في استحداث إدارات جديدة فالبلد تنمو والمؤسسات تتزايد والمناطق تتسع وإذا كان لا بد من الإحالات فتكون وفق معاير الانتاجية والقدرة على العطاء وليس سنوات الخدمة او تقدم السن!!

فهناك من خدمة 10 سنوات فقط ولكن يجب احالته للتقاعد  قسرا مكانه لأنه والعدم سواء وهناك من خدمة 30 سنة او أكثر وهو في قمة عطائه
بل قدوة  للعاملين معه من جده واجتهاده
 كما سنرى مع الرجل الذهب
 الاستاذ يوسف الهدهود ...



وللعلم محدثكم
لم يتجاوز الـ 17 سنة في الخدمة 
 ويفترض  سأستفيد من الاحالات  لكننا طرحنا راينا   بتجرد 



دعوة للسلطة التشريعية



أيها النواب الأفاضل لقد فقدنا ولا زلنا نفقد كفاءات لا يزال لديها ما تقدمه
 لذلك نتمنى منكم العمل لتصويب هذا القرار الحكومي
 والمطالبة  بتشكيل  لجنة ثقة و محايدة تدرس من ينطبق 
عليهم القرار
كل وزارة منفردة حتى لا تفقد الكويت طاقات بذلت الكويت 
عليها الكثير وبذلت هي للكويت الكثير ولازال تستطيع تقديم المزيد ...




 والآن أعزائي القراء الفضلاء .. 


دعوني احدثكم عن هذا الرجل "الذهب" الذي رغم معرفتي القصيرة  فيه
 إلا انه كسب تقديري واحترامي  !




الطيبة والعدالة !!


صفتان تحلة بهما ذلك الرجل النبيل الاستاذ يوسف الهدهود
 والجمع بينهما مهمة شاقة !

فمن الصعب وانت تتسنم القيادة ان تجمع بين الطيبة الموظفون
 تحت إدارتك وبين العدالة وما تقتضيه من حزم
و أيضا يحبك الموظفون معك !!

انها لعمري مزية وصفة نبوية  يمن بها الله على من يشاء عباده
وكان الهدهود منهم ...بشهادة زملائه قبل غيرهم ...



تأثيره في تعليم الصم

مع التقدير لكافة الجهود إلا أننا كمراقبين ومهتمين لاحظنا تطورا ملحوظا في مستوى الطلاب الصم منذ ان استلم الهدهود مع فريقه الرائعه زمام الامور في المدرسة ..

فقد تطور الطلاب بقدراتهم العلمية ورغم ان هذا الامر احتاج الى جهود اضافية وربما شيء من الحزم  وعدم المجاملة حرصا على مستقبل  الطلاب  إلا ان تلكم  الجهود وبعد هذه السنوات آتت ثمارها ولله الحمد فجزاه الله خيرا  ...
والشكر موصول لطاقم المدرسة ...


التربية الخاصة ومدارسها 






والحق يقال ان إدارة التربية الخاصة ومدارسها
وبحسب متابعتنا لنوافذهم الإعلامية يقومون بجهود كبيرة
 تستحق التقدير والدعم - ولا يخلو عمل بشري من -  لكن علينا 

ان نتعاون جميعا لخدمة أبناءنا ذوي الإعاقة




قيادات عطاء وارتقاء 

الرابع من اليمين أ. عبد الله العجمي

نحن متفائلون بالقيادات 
الحالية أمثال
الاستاذ : عبد الله العجمي
إدارة مدير التربية الخاصة
والذي جمعتنا به لقاءات جميلة ووجدنا فيه روح التعاون 
والسعي المستمر والتطور والارتقاء 





جد ومثابرة


مما عرف به  الاستاذ عبد الله حضوره المبكر قرابة السادسة ونصف صباحا وخروجه المتأخر قريب من العصر !
ومثل هذه القيادات القدوة هي تحقق اسمى المراتب واعلى النتائح والانجازات بل وتضخ الروح في العاملين معها وتجعلهم كخلية نحل بسبب مايرون من همة عالية

كُلَّ يَوْمٍ لكَ احْتِمالٌ جَديدٌ***ومَسيرٌ للمَجْدِ فيهِ مُقامُ

وإذا كانَتِ النّفُوسُ كِباراً   ***تعِبتْ في مُرادِها الأجْسامُ







زرع الوفاء فحصده مضاعفا !







من حضر حفل التكريم  ومن سمع انطباعات الزملاء يعلم يقينا ان الاستاذ الهدهود زرع الوفاء فحصده مضاعفا !

قال تعالى :

" هل جزاء الإحسان إلا الإحسان "

وقد كان اول لقاء لي  مع هذا الرجل
دعوة منه لي لتكريمي ضمن أنشطة مدرسته
وذلك تقديرا لدور مركزنا الارتقاء للصم – رغم انه لا يعرفني شخصيا – لكنه أراد ان يشجع
 زملاءه العاملين في خدمة الصم ولو كانوا في وزارات أخرى مترفعا بشموخ عن تلك الحساسيات التي يقع فيها "الصغار"
حينما يستلمون مناصب فيظنون ان كل قيادي
 في مجال آخر عدو
 يجب الحذر منه !!

بل وتكررت دعواته لي لحضور فعالياتهم سنتين على التوالي وانا لتقديري البالغ لهذه البادرة كنت احرص على الحضور رغم بعض الظروف التي كانت لدي !

ولما حاولنا ان نرد التحية  بمثلها ودعوناه قليلة لتكريمة في حفلنا بمناسبة مرور 12 عام على الشراكة المؤسسية بين إدارتنا
 والنادي الكويتي الرياضي  للصم

لم يتيسر ...له ذلك بسبب انشغاله في اجتماع هام...


تعامل... راقي
م احمد المرشد يكرم أ. الهدهود

كاتب هذه السطور اضافة لعملي في الاوقاف أمين سر جمعية " حفاظ "

ولأننا كنا في بداية انطلاقنا لم يكن لدينا مكان نجتمع فيه كمجلس ادارة 
يناسب احتياجاتنا ....

فما كان من رئيس جمعيتنا 
م .احمد المرشد
 إلا ان وجد حلا – كعادته  - تبارك الرحمن  فقال :
تكلمت مع جمعية القادسية فاعطونا  مكانا مناسبا ...

وفوجئت بان المكان هو قاعة اجتماعات مجلس ادارة الجمعية
 وقد أُعطيت لنا للاجتماع – وتم توفير كافة الخدمات والضيافة - 
 وفق تنسيق إداري  وبأمر مباشر من رئيس مجلس الادارة

والذي اتضح لاحقا انه الاستاذ الخلوق الهدهود
ويصدق فيه قول الشاعر

تَرَاهُ   إذَا   ما   جِئْتَهُ   مُتَهَلَّلاً       
 **** كأَنَّكَ تُعْطِيهِ الِّذِي أَنْتَ سائِلُهْ

لقطات  من حفل الوفاء


دموع الرجال !

في الحفل الذي حضرته فوجئت بحجم الحب والوفاء الذي استطاع الاخ بوعبد الله ان يصنعه لنفسه في قلوب زملائه  حتى أني رأيت بعضهم   – ولا أبالغ – يحاول مغالبة مشاعره  حتى لا تفيض الدموع من شدة تأثره بلحظة الوداع !
                                          
حتى اني قلت له في كلمتي – ملاطفاً – اتمني يا بابوعبد الله ان اجد من يحبني بهذا القدر حينما يحين  موعد تقاعدي !!




عريف الحفل الأستاذ يوسف الشهاب
العريف
 كان يقدم بعفوية عالية واحاسيس صادقة تفيض بالوفاء وبالدموع المحتبسة
 في محاجرها 



الإعلامي محمد الحسيان




كعادته الزميل القديم منذ مطلع  التسعينات – حيث مسرحية اسلام سات – الاستاذ صاحب الصوت العذب
محمد الحسيان يكون حاضرا بعدسته موثقا 
 لهذه الأنشطة 
التي تكسوها مشاعر الوفاء


أ‌.     محمد القبيصي معلم 
اللغة العربية




صديق زميل عزيز وهو مهندس الأنشطة الرائعة ومن أعمدة النجاح 
في اي عمل تربوي وتعليمي للصم

والحمد لله رب العالمين 

الخميس، 11 مايو 2017

مشكورة ... ياروح الكويت !



في الشهور  الأخيرة تتابعت حملات غير منصفة  ضد الوافدين ومع كثرة الحديث عن التركيبة السكانية بطريقة مقيته  وغير علمية !! 

وبأطروحات أقل مايقال عنها انها غير شرعية ولا إنسانية شعرت بحزن شديد لما أعرفه عن هذا البلد الطيب وعن شعبه المعطاء والوفي
 واستغربت بشدة من هذه الأطروحات لأننا  في دولة الإنسانية
 وقائدها صاحب السمو
 الشيخ صباح الاحمد الصباح
 لقبته منظمة الامم المتحدة بقائد الإنسانية





 فهل يعقل ؟ أن ... 
يأتي من بيننا من يريد ان يرجعنا الى زمن الجاهلية والأسياد والعبيد 
سواء قصد ذلك او لم يقصد فالحكم في النهاية على ما يطرح من مطالب مستنكرة  .



ولكن في دولة شعبها جُبل على الوفاء وتربي على احترام الآخر والترحيب بالضيف

 وأمام ...ما رأيته بأم عيني داخل وخارج الكويت من وفاء شعبها 
تجاه من يعمل معهممن رجال ونساء... معلمين او أطباء 
بل  وفاءهم  مع العمالة المنزلية 

كان لا بد ان نرى العقلاء الأوفياء – وهم كثير بحمد الله – يتصدون لهذا الطرح 
وكان من اوئل من تصدر هذا المشهد
 الداعية والحقوقي النائب د عادل الدمخي الذي قال :





"ان الكويت معروفة بالعطاء والخير، فلا يجب فهم ان الشعب الكويتي عنصري، نعم هناك مشكلة في التركيبة السكانية التي يجب ان تحل بالطريق الصحيح من خلال تحديد اسبابها ونعالجها بالطريقة الصحيحة دون تشويه لسمعة البلد او الاساءة لأحد!

وحول الجلسة الخاصة لمناقشة التركيبة السكانية قال الدمخي: "اذا كانت المناقشة في الجلسة الخاصة للتركيبة السكانية موضوعية دون تصريحات مستفزة او اي نوع من انواع التكسب الانتخابي على حساب كرامات الناس او زيادة الكلفة على سمعة الكويت، وإذا كانت هناك حلول موضوعية فنحن معها، لأننا فعلاً نعيش مشكلة حقيقة في التركيبة السكانية"


وفعلا كان لكلماته صدىً مجتمعياً كبيراً وبدأنا نجد تراجعاً في اللغة الحادة والطرح الغير لائق ضد الوافدين تدريجيا 
وبدأت المطالب تكون أكثر عقلانية وأكثر حكمة بل وبدأت الصحف في نشر الدراسات الاقتصادية والاجتماعية وغيرها لمعالجة هذا الموضوع بهدوء وحكمة 


ولكن البعض للأسف اما جهلا او لتحقيق مكاسب  رخيصة ولو حساب المبادىء 
 ولو على حساب سمعة  الكويت وتاريخها !!

استمر يسعر في نار الاساءة وكل يوم يخترع لنا افكار جديدة لبناء الجدار العنصري !!!

ولذلك كان بودي ان أرى شيء إعلاميا كبيرا يوازي هذه الهجمة ... 
التي للاسف جرحت الكثير من اخواننا الوافدين الذين ساهموا ولازالوا يساهمون في بناء  الوطن 
وإذا بي أفاجئ بحملة رائعة تجوب طرقات الكويت
 وتزينها بالعلم الوطني وبوفاء الكويتين 





















نعم  فقد أطلق القائمون على شركة السينما الكويتية الوطنية حملة توعوية بعنوان «روح الكويت»، وتهدف الحملة إلى تعزيز الأسس الإنسانية والحقوقية والأخلاقية النيرة التي بنيت عليها الكويت بما فيها دستورها الحضاري ومواده الشاملة، وكذلك توجيه الشكر إلى كل من ساهم في بناء وعمران وتطوير الكويت بدون تمييز ويتم التعريف بالحملة من خلال مجموعة من الإعلانات ومنها إعلانات الطرق والصحف وعلى شاشات السينما وكذلك في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.


وإني أتقدم كمسلم ومواطن  وناشط حقوقي بجزيل الشكر والعرفان لروح الكويت والقائمين عليها وأهنئهم على هذه المبادرة التي جاءت في وقتها وبشكل ذكي وايجابي فهم لم  يكتفوا بالتذمر والاستنكار ...
بل بادروا وتحركوا وقدموا .

وحاولوا  تعزيز القيم  الانسانية الراقية التي اقرتها الشريعة الاسلامية بطريقة إعلامية فريدة تحمل في طياتها العديد من الرسائل والاسقاطات الهادفة فجزاهم الله خير ووفقهم الله لطاعته ومرضاته واعانهم لان يجعلوا هذا المرفق ...السينما مرفقا هادف وبناء يحفظ قيم الاجيال فلاشك ان الإعلام سلاح ذو حدين  .




قبل الختام.....

 وفي هذا السياق فقد تشرفت قبل ايام وفي احد احتفالاتي في العمل 
ان اقوم بتكريم استاذي الذي درسني في المرحلة الثانوية وكان له فضل كبير علي 
في حب اللغة العربية وتعلم فن نظم الشعر  حتى فزت بمراكز متقدمة بمسابقات  شعرية 
لاحقا بالجامعة

انه...

 استاذي الفاضل: محمد محروس خميس علي 

جزاه الله خيرا 






وختاما 

نهديكم قولا مأثورا ينسب لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه 
وهو بحق قول يكتب بماء الذهب 




والحمد لله رب العالمين 

****


اقرأ للكاتب أيضا :


الشيخ مبارك .. وقصة وسام لا تعرفه وسائل الإعلام !!


http://osamarashed.blogspot.com/2017/05/blog-post.html?m=1 



الغالي والنفيس ... في مدرسة بن النفيس


http://osamarashed.blogspot.com/2017/04/blog-post.html?m=1



على الهامش: مطوية رائعة

 لجمعية المقومات لحقوق الإنسان
 حقوق العامل  الانسانية في الاسلام