انشغلت الكويت في اليومين الماضيين بخبر
مفاده تسريح الضابط عبد اللطيف - بن د .عادل الدمخي وهو الداعية والتربوي والإمام -
الذي أعرفه وتشرفت بالاستفادة العلمية
والأخلاقية والحقوقية منه منذ 26 عاما ً تقريبا ...
وهو عضو المجلس السابق والناطق باسم" الأغلبية"
والحقوقي المعروف الذي ترأس جمعية المقومات لحقوق الانسان منذ تأسيسها
..
وترجع الأسباب لما قيل انه اتهام للملازم
بتسريب هاتف للمعارض المعروف مسلم البراك .
وكوالد ... أشعر بحجم الألم الذي أصاب شيخنا
وأستاذنا د .عادل الدمخي وهو يرى مستقبل ابنه
الوظيفي يعدم بأقصى عقوبة إدارية – بسبب
خطأ أقسم أنه لم يفعله أصلا – وبحسب ما علمنا ان التشدد في العقوبة سببه أن والد
الضابط من المعارضة والطرف الآخر في الواقعة مسلم البراك !!
هذا مع العلم ان الملازم مخالف لنهج المعارضة
وربما لديه تحفظات عليها !!
ولكن يبدو أن ابن
عمه أحمد الدمخي وهو معتقل مع النائب مسلم البراك
كان هو والبراك يتواصلان به – لأسباب أسرية - من هاتف مجهول من داخل السجن ...
وهو خطأ يقر به حتى والده .
ومع ذلك يرى الكثير من المراقبين المنصفين أن الأمر لا يصل لدرجة أن يعاقب بالتسريح !!! – وهو قطع رزق
مواطن حديث التخرج وحديث الزواج - خاصة في ظل
واقع معروف بالسجن وحوادث مماثلة
لم تتخذ معها هذه الاجراءات .
تعليق د عادل الدمخي وكشف ملابسات الحادثة
التصفية السياسية في بلد صغير كارثة !
ان مؤشرات استمرار منهج التشدد والملاحقة والتصفية
السياسية بكل الطرق المتاحة كمنع بعض الحقوق او إيقاف بعض الامتيازات ضد كل منسوب
للمعارضة او حتى القريبين منهم!! منهج
خطير يقسم المجتمع ويدميه وهو منهج كارثي لبلد صغير تحيط به الأخطار من كل جانب وهو أحوج ما يكون للوحدة والتماسك الداخلي
، بل إن واقعنا الاجتماعي لا يتحمل هذا التقسيم لأنك تجد في العائلة الواحدة المعارض
، والحكومي ، والمستقل ، والعسكري ، والمدني
، "واللي ماله شغل وعايش ليومه "
والعاشق للرياضة والمتفرغ للتجارة ، وكلهم
يحبون هذا البلد ويعشقون ترابه ويضحون لأجله ويدافعون عن قيادته حتى آخر قطرة دم .
وقد وفقت جمعية المقومات - بمجلسها الجديد - التي أصدرت بيانها متزامناً مع هذه الحادثة دون
الاشارة لها بشكل مباشر .. وكان بياناً متزناً حذر من التعسف مع اصحاب الراي أو
وذويهم ...
جاء
في مطلعه " صدرت جمعية مقومات حقوق الإنسان بيانا أبدت فيه قلقها البالغ من
تزايد وتيرة الشكاوى التي تستقبلها الجمعية وتتواتر حول تعرض بعض أصحاب الرأي أو
ذويهم لنوع أو آخر من التعسف في تطبيق القانون تتمثل في حرمان بعضهم أو بعض ذويهم
من الترقية أو البعثة الدراسية أو الابتعاث للعلاج رغم أحقيتهم بل تعدى الأمر
لتطبيق أشد العقوبات على أحد أقرباء أحد الشاكين لهفوة وقع فيها ما يعد نوعا من
التعسف.
نموذج الدمخي أولى بالاحتواء ... وليس الإقصاء !!
من يعرف د عادل منذ كان مرشحاً .. وقبل ذلك بسنوات
... يعرف انه يميل للتوازن والاعتدال في الطرح حتى في ظل تبنيه لخط المعارضة ...
ولذلك نجح بامتياز ليكون شخصية حقوقية دولية بسبب هذا التوازن الذي جعله قريباً من الجميع بكافة الأطياف والتوجهات ...
ومن يتابع تطورات قضية #تسريح_عبد اللطيف_الدمخي يجد اتجاهات وشخصيات وفئات اجتماعية مختلفة كلها تقريباً تألمت وتعاطفت مع د عادل وابنه عبد اللطيف .
ومن يتابع تطورات قضية #تسريح_عبد اللطيف_الدمخي يجد اتجاهات وشخصيات وفئات اجتماعية مختلفة كلها تقريباً تألمت وتعاطفت مع د عادل وابنه عبد اللطيف .
ولن أذيع سراً حينما اقول – وانا كنت قريباً
من الدكتور فترة طويلة من الزمان – انه تربطه
علاقات طيبة بأبناء الأسرة الحاكمة ، وعلاقات مثلها مع النخب السياسية من كافة الاتجاهات سواء المعارضة او الحكومية أو
المستقلة بل حتى التيارات الأخرى التي ربما تختلف مع التيار الإسلامي نجدها تحترم الدكتور عادل وتربطهم معه علاقات جيدة لأنه
يؤمن بالتوازن والاعتدال والعمل المشترك مع الحفاظ على الثوابت وكم شهدت له
مواقف تصدر فيها الإعلام ليدافع عن قضية طرفها المظلوم من طائفة أخرى بل من دين آخر
فقط لأنه مقتنع بانه مظلوم وسجل جمعية المقومات وتاريخها شاهد على ذلك ولا ينكره إلا
جاحد .
نماذج لبعض المواقف تجاه القضية ⬇️⬇️⬇️⬇️
أبناء الدمخي والأخلاق الحميدة
بحكم علاقتي القديمة بوالدهم فأذكرهم منذ ان
كانوا صغاراً يأتي بهم لمسجد – فهد السالم- تارة ليحفظوا القرآن وتارة أخرى ليكونوا مع شباب
المركز الدعوي حيث الأنشطة الشبابية وكانوا قمة في الأخلاق وحفظ منهم القرآن من
حفظ ... وتخرجوا من الجامعات بسمعة طيبة كالمسك .... ويشهد بذلك جميع من عرفهم
سواء كان عبد اللطيف او أخوانه وأخواته.
ولذلك صدق د عادل حينما قال في رسالته لأصحاب
القرار " لا تقطعوا الصلة بأبنائكم " نعم إن شباب الكويت مهما اختلفت
توجهاتهم هم أبناء الكويت وتربوا على ترابها وفي ربوعها وعلينا ان نحتويهم ولابأس
ان نوجههم اذا اخطئوا ...لكن لا نقطع فيهم السبل ونشعرهم بالغربة في وطنهم .
رسالتي لشيخنا في الفقه واستاذنا في حقوق
الانسان
علمتنا ...ان ندعوا بالحكمة والموعظة الحسنة
مهما اشتدت الأزمات ...
علمتنا ...ان ندافع عن المظلوم ولو خسرنا رضى
الأصدقاء والأقرباء لأن رضى الله مقدم على رضاهم ...
علمتنا ...أن نسعى لتحويل المحنة ...إلى منحة ... بالأمل والعمل ...
علمتنا الصبر على البلاء ...مهما كان ثقيلا
... ومؤلماً ....
ولا أنسى حينما فقدت احد ابنائك العزيزين
عليك - في حادث - " عبد الله " يرحمه الله وكان في رحلة عن طريق البر للعمرة مع الشباب وكان يافعا صغيراً ...وكنت
صابرا محتسباً ...
أتذكر حينما كلمت – احد مسئولي الشباب في ذلك
الوقت - أسأله قائلا " بشر عن نفسية الدكتور لما أتاكم للسعودية لأجل إجراءات
نقل الجثمان" ففاجئني بقوله: ...أردنا
ان نثبت الدكتور ونصبره فإذا به هو من يثبتنا !!"
بل وقال : "استمروا في عملكم الدعوي واستمروا في
رحلات العمرة والرحلة القادمة عيالي الباقين معاكم بإذن الله ...فهذا قدر الله وعلينا ان نصبر" ...
لذلك ...شيخنا ......
لا تحزن ...رايتكم بيضاء وثوبك نظيف وراسك
مرفوع وتاريخك مشرف ...
وان كان باب قد أغلق فألف باب سيفتح لعبد
اللطيف ... بإذن الله ..
لا تحزن...فعزاؤكم تلكم المحبة والقبول من
الله الذي وجدتموه عفوياً ...
في الأيام الماضية... نحسبكم كذلك ولا نزكي
على الله أحدا ....
رسالة عتب للدعاة الشرعين... والحقوقين الناشطين ...
علاقتكم مع د عادل طويلة وممتدة وانتم خير من
يعرفه عن قرب ... لكني آسف ان أقول أن "بعضكم" لم نسمع له صوت ولم نرى له
موقف أمام هذا الجرح المؤلم ...فإن كان المرء لا يقف مع أخيه في مثل هذا الموقف....
فمتى ؟
ففي مسيرة الدعوة ... كان للدمخي مسيرة طويلة
حافلة وعلاقات واسعة مع كثير من الاتجاهات الإسلامية تارة ضيف وتارة مستضيف وتارة يشارك في مؤتمرات ورغم ذلك البعض كأن الأمر لا
يعنيه !
وفي مسيرة حقوق الإنسان .... صنع الرجل له
تاريخاً ووضع له بصمة داخل وخارج الكويت ...
وتكونت له مع كافة النشطاء علاقات ممتازة أو هكذا كنت أراها ...ولكن رغم كل ماجرى لم نسمع لبعضكم ولو حرف ؟!
والرسالة الختامية ...
دعوة من قلب مخلص لكل صاحب قرار في هذا البلد
الغالي ... لتكن قضية عبد اللطيف بداية التصويب لهذا المسار الخاطيء ... الذي بدأ
يعصف بالمجتمع ولن يأتي بخير ...
وتأكدوا
ان جميع الكويتين ومنهم فريق المعارضة أو اصحاب الرأي المخالف لمنهج الحكومة هم حصن البلاد ودرعها عند الشدة ...
فيكفي
أن رمز المعارضة التاريخي أحمد السعدون قال في أحد خطاباته " إذا حجت حجايجها حنا حراس القصر ..وحنا حزامكم " ..
نعم لدينا معارضة – قد تصيب وقد تخطي – لكنها معارضة
وطنية بامتياز مهما بلغت حدة الاختلاف السياسي ...ونسأل الله جل في علاه أن يحفظ
الكويت قيادة وحكومة وشعباً و يجمعهم على طاعته ومرضاته إنه ولي ذلك والقادر عليه .
ربنا اجعل هذه الحروف خالصة لوجهك الكريم ، واكتب
لها القبول يا كريم ،،، و الحمد لله رب العالمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق