الثلاثاء، 5 نوفمبر 2024

الحروف الملاح في سيرة احمد الرشيد البداح - يرحمه الله ،،،

                                   

عزيزي القارئ ..رحل عن حياتنا رجل صالح ذو سمعة طيبة، ومسيرةٍ عِلميّةٍ وَعَمليّةٍ مميزةٍ .. عاشقٌ لوطنهِ ناصحٌ مخلصٌ بقلبٍ طيبٍ يُذكّرك بعبقِ أهل الكويت الأوائل من الزَّمن الجميل وكان أجمل ما فيه أنه رغم علوِّ منزلته الاجتماعية والوظيفيّة يمتازُ بالتواضع وخفضِ الجناح، ويبغض الكِبر والمُتكبرين وكان أبِيَّ النَّفس، صدرُهُ يضيق إذا رأى مشهداً فيه ظلمٌ للغير، وقد تشرَّفتُ بمعرفتِهِ منذ أن كُنت صغيراً، حيث كانت تربطني علاقة أخوّة وصداقة مع أبناء العائلة، ورأيت أنّ من الوفاء أنْ نُعرِّف هذا الجيل بعضاً من سيرة أهل الكويت الطّيبين الذينَ جمعوا بين عبقِ الماضي وَروح الحاضر.


اسمه :  أحمد بن صالح بن أحمد بن رشيد بن البداح،  ويُلقب بأحمد الرشيد يرحمه الله، توفي عن عمر يناهر 68 بعد فترةٍ من مكافحة المرض، لكنه كان صابراً محتسباً وَوارى جثمانه الثرى 30 -10-2024م، وحضر جنازته جمعٌ غفيرٌ لافتٌ للأنظار .. ولعلها من حسن الخاتمة .

الراحل من عائلة :  الرشيد البداح .. جاء جدهم أحمد الرشيد من الزلفي إلى الكويت شأنهم كشأن الكثير من العوائل النّجدية، وقد عُرف الجد بتديّنه (الحنبلي)  والتزامه وقوّة شخصيته التي امتزجت بالحدّة، مما جعل له هيبة على كل من عرفه، وقد عملتْ العائلة في تجارة الجلود .. حتى وصلت إلى روسيا القيصرية في مطلع القرن العشرين.


 

صالح الرشيد والد الفقيد

وأما والد الراحل :  فهو صالح بن أحمد الرشيد، سكن القبلة ثم حولي ثم الشامية .. كان تاجراً للأثاث والمفروشات ثم عمل  في البلدية،  وكان معروفاً بالزّهد والورع والحرص على الصلاة .. وقد كان في بيته العامر بالشامية مساحات وغُرف كبيرة وكثيرة لكنه آثَــرَ أن يكون أبناؤه وأحفادُه فيها .. وَسَكَن بغرفته البسيطة القريبة من "الحوش" حيث يهتم هو بالزراعة والعبادة .. وكان إذا حان الأذان تجدهُ لا يعرف أحداً فينطلق فوراً إلى المسجد بهندامٍ بسيط لا تميزهُ بهِ عن البسطاء، وكان ملتزماً بالسُّنة .. فثوبه فوق الكعبين، وهو ما يعزِّز أنَّ الرّاحل موضوع مقالِنا نشأ في أسرةٍ سلفيةٍ متدينةٍ بطبيعتها.


والدته : السيدة الطيبة الحسيبة /  شيخة بنت خليفه بورسلي -يرحمها الله- فقد عُرفت بشخصيتها الاجتماعية ومحبتها للناس وتواضعها مع الجميع ممن عرفوها في تلكم الفترة.


إخوانه: الكاتب في جريدة القبس الأستاذ القدير/ بدر الرشيد .. ولديهِ ثلاث من الأخوات كبيرات القدر وكريمات الحَسب، درسنَ حتى الجامعة، ثم بعد زواجهم - من أسرة بورسلي والعيسى والمضاحكة - تفرغن لتربية عيالهن وتنشئتهنَّ النشأةَ الصالحة، وكانوا نِعمَ الأبناء .. وفي نفس الوقت عملنَ في بعض الأعمال المناسبة .. التجاريّة وغيرها.



من حفل تخرجه بأمريكا

نشأته ودراسته : ترعرع أحمد الرشيد في منطقة الشامية، حيث درس في الشامية المتوسطة، ثم ثانوية كيفان، وبعدها سافر لأمريكا لدراسة إدارة الأعمال.


الوظائف التي عمل بها: شركة البترول الوطنية ، وشركة الاتصالات المتنقلة، وشركة الاسماك الوطنية .. ومما علمتُ من زملائِهِ بعد وفاته -يرحمه الله- أنهُ كان ذو سمعةٍ طيبةٍ وسيرةٍ حسنةٍ.

زواجه : تزوج من السيدة أم صالح بنت عبدالله جاسم الفضالة، وهي عائلة معروفة يمتد تاريخها في جذور الكويت، وكانت له رفيقة الدرب وشقيقة الروح .. تفرَّغت لأهـم دورٍ في حياة المرأة، ونالت أعظم مقام، وهو الأمومة وتربية جيل صالح يخدم دينه ووطنه .. وهي -حفظها الله- كانت النصف الآخر لطيبتهِ وحنوّهِ ومحبتهِ للآخرين .. وكأن هذه الشمائل هي ما عزَّزت العلاقة الزوجيّة بينهما، وهكذا عندما يُحسن الرجل اختيار رفيقة دربه وأم أولاده.


مع ابنه صالح الابن الأكبر 


مع ابنه علي 



في عقد القران علي

أبناؤه : صالح وهو الأكبر، وشيخة وعبدالله وعبدالعزيز وعلي ومحمد .. كلهم في عمر الشباب -رعاهم الله- ويعملون في خدمة بلدهم في وظائف متعددة، وقد ربّاهم على ذات النَّهج الذي تربّى عليه فصاروا خيرَ خَلَفٍ لخير سَلَف -بإذن الله-.



مؤرخ الكويت العلامة عبد العزيز الرشيد

شخصيات تاريخية من عائلته : ولعائلة الرشيد البداح  العديد من الشخصيات الاعتباريّة، ولعلَّ من أبرز رموزها السالفين عمّهُ العّلامة الأديب والمؤرّخ ، وعضو مجلس الشورى التَّأسيسي عبد العزيز الرشيد .. في 1938 وتوفيَ في 1887 م.

وقد كتب  الكاتب في الأنباء أ.مشعل السعيد عن العلّامة فقال "في شبيبته رحل مشمراً عن ساعده في طلب العلم، فزارَ الأحساء والزّبير وبغداد والمدينة المنوّرة .. وكان الشيخ عبدالعزيز مُحارباً شرساً للبِدع والخُرافات وَالجَهل، فَنَجَحَ نَجاحاً كبيراً في ذلك، وكان خَطيباً مصقعاً وأديباً وشاعراً، وأسهَمَ في إنشاء النّادي الأدبي والمكتبة الأهلية" انتهى.

ومن أهم ما أنتجهُ العلّامة في مجال التاريخ والعلم: «تاريخ الكويت» و«مجلة الكويت» و«مجلة التوحيد» ورسالة: «تحذير المسلمين من اتباع غير سبيل المؤمنين» و«تاريخ الكويت» و«رسالة الدلائل البينات في حكم تعليم اللغات» وهذه المؤلفات تدل على أنَّ العلّامة كان فريدا ً في عصره جمع بين السَّلفية الدّينية والسّياسة والتّاريخ والأدب والرؤية العصريّة، كما سافر إلى أندونيسيا في سنينهِ الأخيرة لنشر الإسلام واستقرَّ في «جاوه»، وتوفيَ فيها -يرحمه الله-.


                                   

     النائب المخضرم محمد الرشيد 


وعمُّهُ أيضاً النائب محمد الرشيد : ولد في 1920 وتوفي 2010 م   سياسي مخضرم  في مجلس الأمة الكويتي،  وهو والد وزير الإعلام الأسبق أنس الرشيد ، والرّاحل كان عَلَماً من أعلام العمل الوطني والبرلماني النّزيه .. انتخب في أول مجلس للأمة عام 1962م، وفي مجلس 1971م و1975م و1981م و1985.

وفي مسيرته السياسية كانت له مواقف شُجاعة في التّصدي للفساد والانحرافات، وكان -رحمه الله- رغم حِـدَّته طيِّب المعشر، صادق الوفاء، صافِيَ القلب وطنيّ حتى النّخاع .. كما أنّهُ كان تاجراً عصامياً عمل على تنميةِ تجارته بكلِّ أمانةٍ ونظافة.

 

& أبرز ما تعلّمت من شخصيتهِ المميّزة ..

التدين والحرص على القيم .. فالراحل رغم انه خريج أمريكا في فترة الطفرة الاقتصادية بالكويت لم يرجع لبلده كما البعض فاقداً لهويته منقلباً على قيمه بل رجع إليها كما تربى هو ..على الدين والأخلاق والالتزام بالعادات الأصيلة  .


صورة من أرشيف الماضي الجميل-  في بيت  العم صالح الرشيد والد الراحل - بالشامية جمعتني  امع أبناء الأسرة من احفاد العم صالح وهم  آل بورسلي وآل العيسى وهم الآن شباب و رجال أكفاء 

البساطة والثقة بالنفس.. فهو غير متكلِّف لا في كلامه ولا لباسه وأتذكر رائحة عطره المفضل الذي عشقته بسببه ... وهو دهن الورد الطائفي فلم يكن مثلنا كشباب صغار مغرمين بالماركات .

التّواضع ورفض التكبر .. حيث لا زلتُ أذكرً أنهُ في الوقت الذي اجتاحت البلد لوثةُ جاهليّة وطبقيّة أجّجها بعضُ المفسدين كان -يرحمه الله- يرفضها بشدة .. ويرفض تقسيم المجتمع الكويتي، ويؤكِّد على أهمّية تعزيز الوحدة الوطنية ومفاهيم العدالة والمساواة.

حرصُهُ على الجدّيّة ورفض الدّعة والحياة الناعمة .. كباقي الشباب كنت وأبناء أخواته نميلُ إلى ما يميل إليه الشباب في ذلك الوقت، لكن العم بوصالح ورغم أنه لم يكن كبيراً بالسن لكنهُ كان يملك من الحكمة الكثير ويحثنا على عدم اتّباع المظاهر، والحرص على الأمور النافعة، وكان يُشركنا معه لنطلع على كراج في البيت أعـدَّهُ لتصليح السيّارات وتطويرها، ووفَّـر فيه كل اللّوازم والأدوات.

عاطفة جياشة لأخواته وأبنائه  .. أتذكر أنه اتَّصل بي في احد الأيام وبعد أن صار لي أنشطة في العمل الدّعوي والخيري ليطلب مني إشراك أحد أبنائه في بعض هذه الأنشطة، شعوراً منه بأهميّة مثل هذه الأنشطة للحفاظ على الابناء.

مع الراحل في عرس ابنه عبد العزيز 

 

كما أذكر أنَّ إحدى أخواته وهي السيدة  الفاضلة / فاطمة الرشيد -يرحمها الله- (وتُسمّى أم الخير) قد تضرَّرت سيّارتها المرسيدس أو أصبحت قديمة وغير مناسبة، فإذا بالأخ المُحب البار بأخواته يشتري لها سيارة بنفس الماركة ولكنّها حديثة من الوكالة.

السمعة الطيبة وحُسن السيرة العملية .. بعد وفاة الرّاحل فوجئت بأنَّ عديلي -وهو يعمل في البترول منذ عقدين أو أكثر- يقول: تصدق أن الموظفين والمسؤولين لا زالوا يذكرون الرّاحل ويثنونَ عليه رغم أنهُ تركَ العمل من سنوات طويلة!

تشجيعهِ للشَّباب والاخذ بيهم .. فعندما رآني صغيراً، ثم شاباً، ثم كبيراً أُقـدِّم النّدوات الحقـوقيَّة كان يشجعني ويَحضر مثل هذه الأنشطة .. ولقد تعزَّزت نفس الصورة في ذهني عنه وأنا أرى تغريدات من بعض الشباب الكويتي في برنامج إكس وهم يثنون عليه بعد وفاته ويصفونه بالعم والأخ الكبير الناصح.


في رحلته الى لندن 

وحتى لا نُصوِّر الرّاحل وكأنهُ يعيش حياةً عسكريةً جافة .. فلا بد أن نُؤكد أنهُ كانَ أَيضاً يُحب    " الطلعات والكشتات" .. ورحلاتنا لشاليه الصّبية شاهدة، فكانَ لديهِ درّاجة ناريّة نوع " آر إم "  أصفر  يجول فيها في البر مع الأقرباء، وكنت أنا وعياله وأبناء أخواته نركب درّاجات الهوندا ذات الثلاث عجلات  والخمسين "سيسي"  وربما  لا يفهم معاني هذه الأسماء إلّا من عاصر حقبتنا الجميلة.

                                                 


الطفولة وذكريات هوندا ذو الثلاث عجلات 

رحم الله الرّاحل وجعلهُ بالفردوس الأعلى .. وبارك الله في ذريتهِ الطيبة، ورزقهم تلكم السيرة الطيبة والمسيرة العاطرة لوالدهم - يرحمه الله .


والحمد لله أولاً وأخيراً

 


*********************************

المراجع من : 

-       -         مشاهدات شخصية ومعلومات مباشرة 

-       -         مجموعة من المواقع والصحف المطبوعات

السبت، 25 فبراير 2023

(( كلمات لإنصاف مراكز الأوقاف ))

 



قال تعالى

إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ[الممتحنة: 8]  قال اهل العلم يحب أهل العدل والاستقامة والإنصاف .

 

أعزاءنا ... أصدرت وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية تعميماً إدارياً برقم (2023/7) بتاريخ   12 فبراير 2023 م بخصوص دوام الموظفين خلال الفترتين الصباحية والمسائية بحيث يكون الدوام كالتالي :

 

الفترة الصباحية : من الساعة 7 وحتى الساعة 2  ظهراً

والفترة المسائية : من الساعة 2  ظهراً وحتى الساعة 9 مساءً .


وهذا القرار تأثيره يمتد إلى 33000 ألف اسرة وقد طبق فجأة لم يأخذ رأي أصحاب الاختصاص من الوكلاء بحسب ما وصلنا... ولا أهل الميدان التعليمي وغيرهم فيه، وفيه من السلبيات الكثير مما سبب ردة فعل عاصفة على مستوى الكويت وصلت لحد الاعتصامات وتدخل 23 عضو في مجلس الامة مما أدخل البلد في أزمة ساسية نحن في غنى عنها  .. ولكن رغم ذلك  قد تخفى على البعض من المتابعين والمهتمين فلا يأخذون الموقف الصحيح من القضية لأنهم يرون المشهد من بعيد!

 







((   الفترة الصباحية    ))


أولاً: مراكز الفترة الصباحية (التعليمية)

النظام الدراسي الحالي والذي تم العمل به منذ عقود يبدأ رسمياً بالفترة الصباحية من الساعة 30 :7 صباحاً حتى الساعة 1 بعد الظهر

- تبدأ الحصص للطلاب من الساعة 8 صباحاً وحتى 12 ظهراً

وهذا يعني أن الدوام الرسمي فيه وهو قريب من دوام مدارس التربية بل ربما مرحلة رياض الأطفال يخرجون قبلهم والمراكز كلها تطبق البصمة على  الجميع دون استثناء.

 

ثانياً: المراكز الصباحية (التي تعمل بنفس الفكرة )

وهذا الأمر ينطبق على  المراكز الأخرى التي لا تصنف لائحياً بانها تعليمية مع كونها تقوم بنفس الفكرة في مجال تعليم القرآن والدورات مثل مراكز مراقبة شئون القرآن الكريم، كمراكز القارئ الصغير وحفص والشاطبي.

 

ما هو الخطأ في زيادة دوام العاملين في المراكز الصباحية بنوعيها ؟!

-  مخالفة مبدأ " العقد شريعة المتعاقدين " وقد خالف القرار هذا المبدأ فالموظف والموظفة الذي تعين في هذا العمل -بل ربما نقل إليه من وزارة أخرى- قَبِلَ العمل فيه وفق مواعيد عمل مستقرة من عشرات السنين.

- القـرار ضمنياُ اتهم عشرات المسئولين والوزراء السابقين -رغم اختلاف مرجعياتهم الفكرية والاجتماعية - بأنهم كانوا لا يطبقون القانون لأنهم لم يعترضوا بكلمة على مواعيد العمل وهذا لعمري بهتان عظيم .


من الأخطاء الواضحة أن القرار طبق ...  ثم تمت مراسلة الديوان لطلب استثناء تطبيقه بسبب طبيعة المراكز!! وكان المفترض تقديم المراسلة على القرار!  ومعلوم أن القيادي الناجح لا يخلق أزمة ثم يبحث عن حل، بل كان يسعه مراسلة الديوان ثم ينظر ما يجيب  .


  تعارض دخول وخروج الموظفي في المراكز  المشتركة خاصة ان الموظفات في الصباحي لهم حق البصمة من 2 حتى الساعة  2:30  بينما يدخل الرجال في نفس المكان الساعة الثانية للدوام المسائي

 

الزحام المروري  بينما تتجه الدولة للدوام المرن تخفيفاً للزحام والاحتقان هذا القرار يضيف آلالاف المركبات في وقت الذروة دون مبرر يذكر .


 - الإضرار باستقرار الأسرة وإربكاها دون أي مبرر أو تمهيد، فالبرنامج الزمني للأسرة استقر لعدة سنوات في ترتيب أمورها التنظيمية والمالية بحيث يستطيع ولي الأمر -سواء الأم او الأب- الخروج لأبنائه وأخذهم من المدارس خاصة من لديه عدة أبناء  .. أو توفير سائق، ومعلوم أن هذا يأخذ إجراءات طويلة ومبلغ مالي مرتفع حالياً، والأسرة أهم أركان المجتمع وقد اعتنت بها الشريعة في أحكامها، وأكد الدستور الكويتي على أهمية استقرارها، ودلت المواثيق والعهود والاتفاقيات الدولية على أهمية استقرارها فلا نقبل تسطيح الأسرة والتقليل من شأنها كما هو دأب الغربيين والعلمانيين الذين ضاعت أسرهم وتفككت عراهم.

 

 إغلاق المراكز بسبب تسرب العاملين -وغالبهم من الإداريين الذين لا امتيازات في رواتبهم - لشعورهم بالتعسف بعد سنوات استقر بها العمل دون نكير أو اعتراض من قبل الجهات المختصة لاسيما وأن البصمة مفروضة عليهم من 2016  .

 

التعسف في التطبيق وعدم طرح البدائل من الأخطاء إرباك آلاف الأسر الكويتية والاستهتار باستقرارهم دون إعطائهم مهلة كافية فقد كان يسع صاحب القرار بعد الدراسة المتأنية وإذا ثبت فعلا وحتماً ( وهذا مستبعد ) أهمية تغيير المواعيد أن يبلغ العاملين أنه من العام الدراسي القادم سيكون الدوام وفق المواعيد الفلانية ويفتح باب التنقلات داخل وخارج الوزارة بالتنسيق مع من يلزم .

 

من الأخطاء ادعاء البعض (خلف الكواليس) بأن سبب القرار " زيادة عدد الإداريين خاصة النساء في هذه المراكز " والرد إن كانت هذه الزيادة موجودة فهل من المنطق معالجة الخطأ بخطأ آخر؟! وبقرار متعسف وفي الأيام الأخيرة للحكومة المستقيلة!!  ثم هل هذه الظاهرة فقط بالأوقاف .؟ والأمر الآخر ما ذنب الأسرة التي قبلت ابنتها أو الزوج الذي قبلت زوجته في هذا المكان طبقا للموافقات اللازمة من المسئولين أن يدفع ثمن ضعف الوزارة في معالجة المشكلة !! هناك مئات الحلول لمثل هذه المشكلة وبطريقة صحيحة وتدريجية ومنطقية لا تسبب الضرر بالموظفات أو الموظفين.





 

   (( الفترة المسائية    ))




أولا : مراكز الفترة المسائية (التعليمية)

- والحقيقة موضوع الفترة المسائية لا ندري بم نعلق بسبب جنوح القرار وتطرفه الإداري !

الفترة السابقة تـفتـح البصمة حسب التعاميم من الساعة 3:30 مساءً وحتى الساعة 8 مساءً والطلاب يأتون للتعليم من الرابعة مساء وحتى السابعة مساء وهذا أمر منطقي باعتبار الأخذ بكافة الظروف الطلابية  والترتيبات الإدارية 

- لكن القرار الحالي وبكل تعسف ينسف ما استقر عليه الأمر لعقود ويأتي القرار ليصدر( فرماناً )يقول فيه الدوام المسائي نافذ واجب من التطبيق من الساعة  2  ظهرا حتى  9 مساءً !!

 

ثانياً : مراكز الفترة المسائية الأخرى  (التي تعمل بنفس الفكرة )

وهذا الأمر ينطبق على  المراكز الأخرى التي لا تصنف لائحياً بأنها تعليمية مع كونها تقوم بنفس الفكرة في مجال تعليم القرآن والدورات مثل مراكز مراقبة شئون القرآن الكريم، كمراكز القارئ الصغير وحفص والشاطبي


- ما هو الخطأ في زيادة دوام العاملين في المراكز المسائية  بنوعيها ؟

 ليس خطأ بل خطيئة فلا يعقل هذا التوقيت  لا منطقياً ولا عقلياً ولا إدارياً ولا أدبياً وسنوضح ذلك بمايلي  :


-  تماماً مثل الفترة الصباحية وقع الخطأ بالفترة المسائية فقد تمت مخالفة مبدأ " العقد شريعة المتعاقدين "  فالموظف  قبل العمل وفق مواعيد عمل مستقرة من عشرات السنين كما ان هذا القرار يتهم ضمنياً كافة المسئولين السابقين المتعاقبين بمخالفة القانون !.

-  وايضاً نؤكد أن من الأخطاء الواضحة أن القرار طبق ... ثم تمت مراسلة الديوان لطلب استثناء تطبيقه بسبب طبيعة المراكز!! والمفروض تعكس الاجراءات . 


- وفي الفترة المسائية كان الدوام يبدأ من الساعة 3:30 مساءً وحتى الساعة 8 مساءً والطلاب دراستهم من الرابعة إلى السابعة مساءً...  فلماذا يحضر العاملون الآن  وبعد القرار الجديد من  2 ظهراً ويبقون حتى 9 مساءً ساعتين قبل حضور الطلاب وساعتين بعده !


- زيادة أكبر مشكلة بالكويت وهي الازدحام المروري فدخول موظفي مراكز الأوقاف سيكون مع خروج جميع الموظفين في الوزارات الأخرى دون مبرر مقنع ! .


-  قد يتسبب هذا القرار بـخـصـومات مالية  على العاملين دون ذنب خصوصا لمن يبعد مركز عمله عن سكنه مما يعني وصول الموظف خلال فترة التأخير أو الغياب.


 التـضـارب بين الجهات المختلفة في المقر الواحد لم يراع القرار طبيعة مقار العمل للقطاع 1:30 ودخول الاوقاف الساعة 2 !!


- الحرج الشرعي والإداري بسبب التضارب بين الجهات التابعة للأوقاف ذاتها  في المقر الواحد فهذه المقار تستغل على فترتين صباحية ومسائية رجال ونساء، حيث انتهاء دوام الفترة الصباحية هي نفسها بداية الفترة المسائية هذا سبب حرجاً شرعياً واجتماعياً بسبب حركة الخروج والدخول وربكة إدارية بسبب التزاحم على أجهزة البصمة.


- التضارب  بين الجهات التي تعمل فيها المراكز وفق مبدأ الشراكة  مثل المؤسسات الإصلاحية وطبيعة عملهم كما لم يراع التنسيق بين وزارة الداخلية ووزارة الأوقاف والشئون الإسلامية والمراكز التي تعمل مع أندية ذوي الإعاقة التابعة للهيئة العامة للشباب والرياضة أو قطاعات الشئون ولكل جهة من هذه  الجهات ظروفها ومواعيدها التي يجب أن تراعى قبل إصدار القرار لو أنه أخذ حقه في الدراسة .


الإخلال بعمل موظفي خدمة النظافة الذين يجهزون المراكز لاستقبال الطلاب والعاملين بسبب المواعيد الجديدة حيث أن فرق النظافة التابعة لكل فترة ستتعارض مع الفترة الأخرى خصوصا في المراكز المختلفة الرجال مع النساء - حيث أن فرق المراكز النسائية عبارة عن عاملات وفرق الرجال عبارة عن عمال .

 

الإضرار الجسيم بدور الأم في بيتها حيث لم يراع القرار أيضا الأمهات في الفترة المسائية ومهامها تجاه الأسرة فهي تبدأ عملها في فترة وصول أبنائها، وترجع بعد نومهم، فهل يقبل بذلك أحد لديه رؤية شرعية أو اجتماعية أو إنسانية ؟


- الإضرار الكبير في دور الرجل في بيته  ورعاية أسرته سواء كان أب أو ابن بل وعزله اجتماعياً عن محيطه.


 أكبر ضرر هو أن هذه المراكز ستعاني من التسرب الوظيفي وبالتالي ستغلق العديد منها فهل يقبل أحد  أن نغلق مراكز النور والشريعة والقرآن بالكويت ؟.


- كيف تردون على أن الفترة  المسائية 3 ساعات وهذا مخالف لنظام العمل في الدولة  

- هذا للأسف من التضليل الإعلامي أو الجهل الإداري بعمل المراكز، فكما ذكرنا سابقاً الدوام يبدأ بـفتح البصمة حسب التعاميم من الساعة 3:30 مساءً وحتى الساعة 8 مساءً  أي اربعة ساعات والنصف بالإجمال وطبيعي هناك فترة سماح وفترة تأخير وأما الطلاب فيأتون للتعليم من الرابعة مساء وحتى السابعة مساء وهذا أمر منطقي باعتبار الأخذ بكافة الظروف الطلابية، والترتيبات الإدارية.


- هـناك جهات عديدة فيها ذات الدوام المسائي منها التربية والعدل والداخلية والمواصلات وغيرهم فلماذا كان الضرب في الأوقاف ومراكزها الشرعية  ... ونـرجـو أن لا يكون السبب شيء آخر غير دعوى  تطبيق القانون !! 


- تبين للناشطين أن ديوان الخدمة المدنية ترك للوزارات - خاصة الفترة المسائية - تحديد ساعات عملها بحسب ظروفها فلماذا التعسف ؟ 


- لماذا جرى العرف في المسائي أنه فترة أقل من الصباحي؟

 

-هذا السؤال يطرحه من لم يجرب الفترة المسائية لكن من جربها يعرف أنها فترة طاردة -حتى قبل قرار التمديد-  فبالكـاد ترى أبناءك، في الصباح بالمدرسة، وقبل الثالثة عصراً بالكاد تتغدى مع أبنائك ثم تخرج مسرعاً لدوام العصر للبصمة.

وعنما ترجع ... ترجع مرهقاً لتجلس معهم ساعة ثم يناموا، وإذا انتقلت للجانب الاجتماعي ففترة الدوام المسائي تحرقك اجتماعياً ويكون لديك القليل فقط من الوقت لتحاول فيه القيام ببعض الواجبات المجتمعية أو حضور بعض المنتديات والمناسبات وكثير من زملائنا - خاصة الرجال- لو كان لديه فرصة بأحد مراكز الأوقاف الصباحية لانتقل إليه ولكن أغلب مراكز الرجال أو الشباب مسائية بسبب ظروف طلابها .


- هل تقفون ضد الإصلاح ؟

- نحن كعاملين في المجالات الشرعية أول من يطالب بالإصلاح، لكن الصحيح وليس الخاطئ! فالإصلاح الصحيح هو الذي نرى فيه معالجة الملفات الكبرى التي طالما تكلمت عنها تقارير ديوان المحاسبة وليس الإصلاح بالتعسف مع الحلقة الأضعف وهم العاملون في قاعدة الهرم!! حتى في شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قواعد يجب اتباعها ليس من بينها الرعونة والتعسف والتسرع دون رؤية صحيحة .

 

لو كنتم على حق لأقنعتم الرأي العام

أولا : يكفي أن نرضي الله ونبرئ ذمتنا، وثانياُ :يكفي ان الإخوة والأخوات في أيام قليلة استطاعوا إقناع 23 نائب يمثل الأمة للتوقيع على بيان تضامني معهم ولو كان هناك متسعاَ لربما زاد الرقم أكثر وهؤلاء النواب معروفون بمواقفهم  المشرفة، ولن يخدشوا قسمهم لإرضائنا ! لكن لأن الحق واضح وقفوا معه .


- لماذا يقف البعض ضدكم رغم كل التوضيحات المنطقية التي سبق ذكرها ؟ 

- الناس في أزمتنا أربع أصناف صنف مؤدلج  وهذا لن تفيده الحجج والبراهين ! فحكمه مسبق وله مرجعية فكرية تناهض تعليم القرآن وتعليم الشريعة، وصنف ثان من الاقران تملكه الحسد وهذا ندعو الله أن ينقي قلبه من الغل والحسد لأنه مرض يعمي صاحبه عن الإنصاف، وصنف ثالث جاهل بالحقيقة غير عالم بواقع عملنا، وهذا نعمل على توعيته قدر وسعنا ولكن الحمد لله كشفت لنا الأزمة صنف رابع وهو فاخر كالعود المعتق وهم المحبون لمراكز الأوقاف الذين يثنون على دورها وهم كثر ولله الحمد والمنة.


- ماذا تريدون الآن ؟

ما نريده باختصار سحب القرار أو تجميده، والعودة لما كان عليه الوضع السابق ثم دراسة شاملة للواقع تأخذ حقها في الدراسة والحوار مع أهل الميدان ثم إصدار الموافقات اللازمة -إن احتيجَ إليها- من الديوان فبعض القرارات قد تكون داخلية ليس هناك حاجة لإدخال الديوان فيها


الرسالة الأخيرة .. لسمو رئيس مجلس الوزراء

سمو الشيخ / احمد النواف الأحمد الصباح حفظه الله -  نلتمس من سموكم التوجيه لتجميد هذا القرار ورفع الضغط النفسي والاجتماعي عن أبنائك وبناتك في مراكز النور بوزارة الأوقاف .




والحمد لله أولاً واخيراً ،،،،،،،،،،،،