الخميس، 24 ديسمبر 2020

مشــايخنا ... قضايانا أكبر من التمويـن!!

 

قبل سنوات كتبت مقالة بعنوان

 " الإسلاميون والمزالق الإعلامية " 

بسبب  وقوع بعض  الدعاة في مرى سهام  النقد

 بعد ظهوهم الإعلامي  بشكل غير مناسب لمقامهم الكريم

 مما عرضهم لسهام النقاد والمغرضين

 

واليوم للاسف يتكرر ذات المشهد -  ولو بحسن نية - فيتم اظهار

 "عشرة مشايخ "  اجلاء  محتشدين على قضية:


" التموين وبيعه أو التبرع به لبعض الفقراء الذين فيهم مايكفيهم " !!

 

فتساقطت عليهم السهام فهذا يقول ألم تجدوا  قضية أهم تحتشدون عليها

وذلك يقول أين انتم من

القضية الفلانية التي اشغلت الراي العام في الكويت ؟!

 

واليوم أوجه رسالتي  ليس تعليقاً على هذه الحادثة فقط ولا عن ضيوفها

بل بشكل عام

نصحاً ومحبةً وتقديراً .. لمشايخنا الكرام وعلمائنا الأجلاء


تعلمنا منكم ان لا يضع نفسه في مواضع التهمة  فيفتح الباب  

للمغرضين 

لكي يضربوه ويضربوا دعوته من خلاله  

 


اعزاءنا الكرام ...

الاعلام بواقعه الحالي ووفق نظرياته الغربية يعتمد على الإثارة و ( الأكشن ) بغض النظر عن تأثير ذلك سلبياً على المجتمع أو على قيمه او على رموزه .

ولذلك ينبغي ان يتعامل الدعاة والعلماء مع الاعلام على هذا الاساس ... 

"اساطين الاعلام يبحثون عن الاثارة اما انتم فغايتكم مختلفة ورسالتكم سامية"

 

و ارى لزاماً علي ضرب الأمثلة حتى اوضح مقصدي اكثر

 

موضوع / بيع او التبرع  بالتموين

افتى به د الفقيه د عجيل النشمي ...

والشيخ  الجليل عثمان الخميس قال رأيا مخالفا نوعا ما واكتملت الصورة 

هنا يفترض ينتهي الموضوع فليس  قضية كبرى للمسلمين

ولا هو ما يشغل الساحة المحلية

ولو قال بعض المشاركين في التحقيق كنا نظن السؤال لنا فقط ! نقول ايضا جانبكم الصواب لأنكم 

لم تسألوا المحرر هل الموضوع لكم فقط ام تحقيق موسع ؟ فيه آراء  متعددة !



 مثال آخر / موضوع القروض 

غير المقبول ابدا ان يصدر  المشايخ  بيان

حول حرمة اسقاط  القروض لعدم العدالة

ثم يصمتون  ولا يذكرون حرفاً عن الفساد بالحكومة

و لا عن هدر المال العام! كيف  تكون نظرة الناس للمشايخ والعلماء

وكيف يفسرون مواقفهم ... ؟؟



مثال آخر/  يجنح  الدعاة ومع تراكم الخبرات الى الحكمة

والتحذير من ادنى اختلاف مع الحكومة ..

لاعتبارات بعضها شرعي وبعضها   بسبب تحولات منجية وقعت له 

حسناً .. لك ذلك لكن  هذا لا يعني ان تستعدي الفريق الآخر

 وتوجه لهم هجوماً قاسياً  !!

بل يجب على دعاتنا الكرام النصح ومد الجسور مع الجميع




 واستذكر هنا موقفاً رائعاً للدكتور عبد الله الشريكة

- والرجل اطروحاته معروفة –

حينما كان في لقاء مع صاحب السمو

الراحل صباح الاحمد الصباح

وفي أوج حراك المعارضة وفعالياتها وخطاباتها

 قال مامعناه ..

نحن معكم ياصاحب السمو واخواننا في المعارضة معكم

 وهم وطنيون محبون للكويت وحكامها وان اختلفنا معهم




من التوصيات المهمة  ..في هذا المقام 

التركيز على ما تتقن وتجيد  حتى لا تقع في حرج 

فهناك  من يجيد الخطابة لكن لا يجيد الكتابة او يجيد اللقاء المسجل

 ولا يجيد اللقاء المباشر  إلى آخره . .


تجنب اللقاء مع مذيعة غير محجبة تحت ذريعة  توصيل رسالة 

خاصة مع توفر البدائل الكثيرة

 

التردد لغير ضرورة على من اشتهروا بالفساد وشراء الذمم 

ولو كانوا من الوجهاء وذوي المناصب 

فان هؤلاء يبيضون سواد صفحاتهم على حساب بياض سمعتكم !

 

 الحديث في أمور جدلية او تثير اللغط 

فكم حدث لغط وتطاول وقع  حينما قال احد الدعاة

كنت اسمع لمطربة قديمة ودندن داعية آخر في لقاء اغنية بحرية تراثية  


ان يكون للدعاة منابرهم الاعلامية الخاصة

( موقع - حسابات تويتر - انستغرام )

تنزل فيها مواقفهم النسخة  الاصلية حتى اذا عرضها الاعلام بطريقة مشوه

 يمكن ارشاد الناس للموقف الاصلي 


 كما ننصح ان  يكون لهم مستشارون من اخوانهم من ابنائهم من اصدقائهم

ذوي اطلاع يعينوهم على ذلك  الفضاء الاعلامي الكبير

  

وفي الختام أسأل الله ﷻ ان يحفظ مشايخنا وعلماءنا وينير بصيرتهم ويرزقهم الصحة والعافية

وان يجعل ما سبق من حروف خالصاً لوجهه الكريم