السبت، 21 فبراير 2015

لله ...ثم لتاريخ إدارة الدراسات ...






قال تعالى :" يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون "

 
مقدمة  ..

كانت جمرة تشتعل في صدري وأنا ارى المتغيرات التي تحدث في واقعنا السياسي والذي انعكس على مؤسسات الدولة المختلفة يؤازره أدوات من الإعلام الفاسد ويغذيها  المرجفون !!

 

وظللت انتظر لعل هذه الغمة تزول ولعل المظلومين يتم إنصافهم  لكن طال الأمد ولا زال الجرح ينزف ، وقد علمني شيخي الشهيد محمود خليفة الجاسم أن اقول الحق وأنصف الآخرين ، ولو كانوا خصومي ! فكيف بغيرهم من أخواني في الجماعات الإسلامية ...؟ والحمد لله قد تعززت هذه القيمة من خلال  نشاطي في مجال حقوق الإنسان في السنوات العشرة الماضية . .

 
بداية الرحلة  .. 

في عام 99 م تم قبولي في إدارة الدراسات الإسلامية بوزارة الأوقاف وكانت رغبتي الأولى معلم في وزارة التربية وليس معلم بوزارة الأوقاف بسبب فترة الدوام الصباحي ومناسبة التربية لي علمياً فأنا أعرف ان دور القرآن بالدراسات ينبغي أن يكون فيها المعلم غزير العلم فدارسوه أطباء ومهندسون ومدرسون ومتوسط الأعمار من 25-50 وربما فوق . 

ولكن الله اختار لي هذا العمل فتوكلت عليه والتحقت بدور القرآن ووفقني الله للعمل مع فئة الشباب القريبة مني ، سواء الأحداث او الصم في وقت لاحق ، وقد كانت لي سبباً للبركة والتوفيق ، فحمدت الله أنني التحقت بركاب النور ، فقد وجدت فيها من الخير والبركة والنجاحات مالم أجده وربما لن أجده،  في مكان سواها ، ولطالما كررت في محاضراتي بأن دور القرآن في الكويت نعمة عظيمة وبادرة كريمة تحسب للقيادة الحكيمة والشعب الكويتي الأصيل ،  فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .  

كان أول هاجس يشغلني - بسبب الانطباعات المسبقة - هو أني سألتحق بوزارة عرفت بتسنم قيادات حدس لأبرز المناصب فيها وبالتالي سيكون مجال اطلاق المواهب وتقديم المقترحات والترقي محدودا جدا لعدم الانتماء لنفس التيار !

لكنني فوجئت بأن المدير السابق / محمد علي العمر ورغم انه محسوب بقوة على ذات التيار يتعامل بقمة الرقي والانصاف معي ومع الكثيرين غيري، رغم اختلافنا الفكري والسياسي !

وكذلك لاحظت هذا التعامل الراقي والدعم المستمر خاصة لذوي الإعاقة السمعية والمراكز النوعية ، من الاخ الفاضل الذي خسرناه في التدوير الأخير فهد الخزي مراقب الأنشطة والخدمات المساندة ، وانجازاته لا تحصيها هذه السطور ولا يمكن أن ننكر دوره المبارك في الادارة والمراكز .

 ويكفي أنني وجهت انتقادات وملاحظات عديدة لمديرنا الأسبق – بأسلوب مهذب بلاشك – ورغم انها كانت دقيقة وقد تضايق بعض المدراء إلا أنه كان يتقبلها واذا كانت صحيحة يعمل بها دون أي ضيق ..!!

ولا ازلت اتذكر  احد الزملاء العزيزين  وهو يقول لي هل فعلا فتحت معه الموضوع الفلاني؟ فقلت له نعم ...فقال  - بسبب ما يسمعه من اشاعات للأسف لا اصل لها - الله يعينك في قادم الايام ...! 
 
إما نقل ولا حرمان من امتيازات ...ولكن ما حدث لاحقا هو التقدير والاحترام وأخذ حقي في الترقي دون نقصان .

طبعا المؤسف أن مديرنا الأسبق وفي إطار تطبيق قرار احالة من تعدى الثلاثين عاما .. تمت احالته للتقاعد بشكل لا يناسب تاريخ رجل أفني عمره في خدمة هذا المكان!

 








رأيي في مبدأ الاحالات للتقاعد 

ولي في هذا الجزئية وهي احالة من تعدى الثلاثين عاماً  الى التقاعد في أجهزة الدولة وقفتان :

الأولى / إذا كانت الإحالات سواء لمحمد العمر او غيره - استجابةً للضغوط وحملات التحريض - ومجرد غطاء لإقصاء الأخوان عن المناصب في وزارة الدولة ومعاقبة تيارهم !!

 فهذا خطأ جسيم وغير قانوني وغير شرعي على الأقل في تصوري ... اذ كيف نعاقب موظفا فقط لانه ينتمي لتيار فكري او سياسي أدبياته معروفة وتاريخه في الكويت لا ينكره الا جاحد !!

ومن يخطئ يحاسب وفق القانون – دون تعسف ودون لي اعناق  النصوص - ولكن لا يحاسب الناس على أفكارهم وإلا سيأتي الدور غداً على غير الأخوان ... حينما يختلفون مع الحكومة والاختلاف معها وارد في أطار النظام العام الدستوري .  

 الثاني / من قال ان كل من تعدى الثلاثين عام هو انسان منتهي الصلاحية او غير منتج أو يجب ان يجلس في بيته لحين حضور الأجل !!

واقعيا القيادة تحتاج لحكمة وليس للحماسة فقط ولذلك لا زالت بعض مناصب الدولة يتسنمها أصحاب الأعمار الكبيرة والخدمات الطويلة دون نكير ومنهم المستشارين!

  كما ان بعض المدراء في مؤسسات الدولة ومنهم العمر احيل للتقاعد وهو في أوج نجاحاته وأنا أشهد أن آخر مؤتمر أقامته الادارة في عهد العمر ...بمناسبة الاحتفال بمرور أربعين عاما على إدارة الدراسات  كان ذورة سنام التألق والنجاح.

 وحضره لفيف من المختصين داخل وخارج الكويت وأشادوا كثيرا بدور القرآن بأنواعها المختلفة سواء كانت / دور القرآن العادية – مراكز الأترجة – مراكز الدعاة – مراكز المؤسسات الإصلاحية – مراكز وذي الاحتياجات الخاصة والنوعية – المراكز الثقافية لغير الناطقين بالعربية.

 والمؤسف أن يرى البعض ان الاحالات هي نوع من توزيع الثروة ! " فمثل ما ياكلون نبي ناكل !! " بالله هل هذا منطق؟ بل هذا كلام شخص كفو للقيادة ؟ هذا كلام شخص يريد منصب لينتفع لا ليقدم ولا ليخدم .

في تصوري أن الحل لترقي من هو " مؤهل للادارة " من الموظفين ...ليس في إقصاء الكفاءات والخبرات بطريقة مهينة !!

بل في استحداث إدارات جديدة فالبلد تنمو والمؤسسات تتزايد والمناطق تتسع وإذا كان لا بد من الإحالات فتكون وفق معاير الانتاجية والقدرة على العطاء وليس سنوات الخدمة او تقدم السن! 

وللعلم محدثكم / لم يتجاوز الـ 16 سنة في الخدمة  واكيد سأستفيد من الاحالات اذا نظرتي قاصرة ولكننا نتناول الموضوع بتجرد .



وقبل ان نتابع موضوعنا في هذا الفاصل - ثم نعود بعده بالاستكمال - وهو لقاء سابق يوضح انجازات الادارة في احتفاليتها ...



 
 

تابـــــــع ... v  .....v




رأيي في مبدأ  التدوير

 لا شك أن التدوير أحد طرق الإصلاح الإداري ولكن لا ريب انه أيضا عقوبة للمدور به!

لذلك وبمراجعتي لخبراء الإدارة الذين درسوني شخصياً أفادو بأن التدوير لكي يكون صحيحا يجب ان يكون محدوداً وليس شمولياً أو عشوائياً ولمن عليه ملاحظات إنتاجية وليس من كان ناجحاً وإنتاجيته عالية .أ-هـ

وأضيف بأنه في نظري لا يجوز التدوير كعقوبة إلا بدليل يقيني لا ظني خاصة إذا كان الامر الظني  بين يدي الجهات المختصة ولم تفصل فيه  .





القصف الوحشي على الإدارة





استمر المرجفون بالقصف الوحشي على الإدارة عبر أدواتهم بوسائل الإعلام فتارة اتهامات مالية وتارة اتهامات أخلاقية وتارة اتهامات إرهابية وجل هذه الاتهامات هراء... وافتراء ...

وإلا فهل يعقل ان تنسب لأنشطة رمضان في المساجد انها معسكرات ارهابية !!

او يتم توجيه تهمة وجود  "بطولة خمر " داخل الادارة !!

يعني مرة دواعش ومرة فالينها   :-)


طبعا هذا لا يعني أن اعتبر أحدا من الادارات السابقة او الحالية ملائكة لا وحاشا لله ولكن لا اعتبرهم شياطين !  كما يحاول البعض تصويرهم بسبب أمراض حزبية أو مطامع دنيوية مغلفة بالدين والسعي للاصلاح !!

في تصوري أنه إذا كان هناك ملاحظات - وهذا وارد -  في أداء تلكم الفترة فهي لا تعدو على كونها اجتهادات إدارية غرضها نبيل وأهدافها سامية فرجال صالحون أنقياء -  يشهد على تدينهم المخالفون - كالادارة السابقة لا نتوقع منهم الا الخير .

وللأسف لم نجد "ما يبرد الكبد"  في الدفاع عن الادارة ضد هذه الاتهامات المغرضة التي شوهت سمعة العاملين فيها واشعرتهم بالسوء ، بسبب الاجواء و"لعبة الكراسي الموسيقية !!" إلا من تضرورا بشكل مباشر فقد قاموا مشكورين برفع قضايا ونسأل الله ان يرد لهم حقهم عاجلا غير آجل ...

واستمر القصف بعد رحيل العمر والخزي واستلام عدة مدراء لهم مالهم وعليهم ما عليهم !! لكن كان واضحا ان هناك صراع أجنحة قد يتجاوز حدود الادارة أحياناً وتبرز تداعياته في الصحف على شكل اخبار غريبة ومتضاربة ! 

وهذا جعل الاجواء في العمل متوترة وزاد الاحباط لدى العديد من الموظفين بعد ان بلغ حماسهم  أوجه في الاحتفالية التي أشرنا اليها  سابقاً... ولاحول ولا قوة الا بالله .

 
الإنصاف عزيز

وعلى ذكر الصراع والاختلافات الادارية ...يؤسفني ان البعض يريدنا وفق القاعدة الظالمة : " إما معي او ضدي " لا ياسادة ورسالتي لحميع الاطراف وأعلم ان هذا  سيجعلني اخسر البعض من الطرفين ...

لا يا اخواني لن أكون إلا مع المصيب اذا أصاب وضده إذا اخطأ ...دون افراط ولا تفريط ... وقد يجتمع في الرجل الواحد خطأ وصواب ...

وعلينا ان نتعامل معه بموضوعية وعلى هذا الأساس ...وأنا هنا لا أصادر حق احد في الاختلاف ولا حقه في الشكوى أو التقاضي..

وفي المقابل على المشكو في حقه - أياً كان -  أن يتسع صدره ويحذر من الوقوع في الشخصانية ! فكل من يستلم منصب قد يتفق عليه الناس وقد يختلفون وهذا حقهم شرط عدم  الافتراء والتجني ..

 ولكن وللجميع أقول لكم خياراتكم ولي خياراتي !!

 ومن يعرفني يعرف انني طوال حياتي الدعوية والمهنية حرصت على هذا المنهج ولن أحيد عنه لأجل ( س )  أو ( ص )  او تيار او حركة  ..

واذا كنت بهذه الطريقة سأخسر الجميع بسبب حالة  الاستقطاب الحاد فإني أوثر أن أكسب رضى الله على رضى سواه ... 

قال صلى الله عليه وسلم : ( مَنِ الْتَمَسَ رِضَاءَ اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ كَفَاهُ اللَّهُ مُؤْنَةَ النَّاسِ ، وَمَنِ الْتَمَسَ رِضَاءَ النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَى النَّاسِ ) .


والامور في نظري يجب أن تحسم ليتوقف التجاذب ..والعجلة يجب ان تسير..لكن الأهم حاليا هو ان تنتهي مشكلة الموظفين " المكلفين خاصة  "

 حيث أنهم حالياً يدفعون ثمن أمور لا ناقة لهم ولا جمل فهؤلاء تأخرت رواتبهم لعدة شهور ولدينا وعود من المسئولين بحل المشكلة ،  ونتمنى ان يكون ذلك سريعا فالمواطن لا يتحمل تأخر راتبه فكيف بأخواننا المقيمين الذي لديهم إيجارات وأقساط مدراس وغيرها . 


نقطة خارج النص


توزيع المناصب ان كان بحجة الاحتكار - وهو ما نرفضه  ولكن لا نستبعده في ظل الحراك الطبيعي للمنافسة بين التيارات - يجب ان لا يستبدل احتكاراً باحتكار ولا تياراً بتيار .... فليست المناصب " كيكة" توزع على الأقرب لرضى الحكومة ..فالكل متفق على حب الكويت... ولو اختلفوا على أداء الحكومة  !

المناصب ينبغي ان تكون وفق مبدأ العدالة والمساواة وأحقية الشخص الكفاءة سواء كان من أي انتماء سياسي او فكري او اجتماعي. 


والله من وراء القصد ،،،