الأحد، 30 أكتوبر 2016

قصة المعلم الأنيق...وطلاب الثانوية !!


أ.عادل الدريبان - في الثمانينات








منذ عام 87 م  تقريبا  ... وحتى هذا اليوم مررت  بأحداث غريبة مرت في حياتي ولقد وددت ان أشارككم بها لا سيما ونحن نمر بمناسبة  ! 


يوم المعلم  السنوي 

لذلك دعونا ... 
نحلق معا في هذه القصة الجميلة ...
لعلنا ... 

نحرك بها ساكنا ونضيء  بها قبسا...





المشهد الأول:

في ثانوية السالمية


في تلكم الأيام كنت  منتصف المرحلة الثانية أي في  أوج  المراهقة وكانت الشخصية تتشكل والأهواء تتصارع وكنت اريد ان تخذ لنفسي خطا مميزا ...وفعلا كنت احد الطلاب النشيطين في المدرسة وخاصة في الاذاعية والعلاقات العامة والتوعية ...

وكشباب كنا ننجذب للمعلمين الذين يحترمون رجولتنا ويقدرون  آراءنا وليس من يعاملونا بشدة بحجة فرض الهيبة وكأننا اطفال
 لديهم !!

كما ننجذب بشدة للمعلم اذا كان قريبا منا في العمر قريبا من الطرح والأسلوب قريبا منا باهتمامه بالأناقة
وحسن المظهر !


 وهكذا كان استاذ مادة الاجتماعيات
 الاستاذ عادل الدريبان !


استطاع الاستاذ عادل بشخصيته الشبابية  الجذابة ومظهره الأنيق
  وأسلوب تدريسه غير التقليدي
ان يكسب قلوب الشباب من حوله وانا كنت أحدهم ...

وكان يحاول جاهدا ..ان يطلق مواهبنا الكامنة فكلفني برئاسة تحرير أول مجلة طلابية وكانت أول مقالة لي
الشباب والتيارات  التغربية  

كما شجعني هو  وصديقه الاستاذ مصطفي الرفاعي رئيس  قسم التربية الإسلامية على اقامة  الانشطة
في مسجد المدرسة ...

كل ذلك  كان بدعم كم إدارتنا ممثلة بالناظر الاستاذ علي بجاد المطيري
 والوكيل الاستاد صادق القلاف والاخوة الادارين الكرام

وأثناء رحلتي بين الدراسة والأنشطة الطلابية ...وكباقي الشباب في ذلكم العمر الحساس فجأة أصبت بشي من الفتور والاحباط وربما حالة من اللامبالاة بالدراسة والانشطة وكدت أن أسقط من القمة الى الهاوية !



فما ان شعر الاستاذ عادل وهو المتخصص في علم النفس ومساند علم اجتماع بان احد طلاب الثانوية في خطر إلا وهب مرسلا طوق النجاة آخذا بيده نحو القمة من جديد ...

ولا زلت اتذكر كم عدد الساعات التي يقضيها معي داخل وخارج المدرسة ...في الحوار ...ولم أعرف إلا  الآن انها تسمى جلسات ارشادية ...

كل تلكم الساعات قضاها ولمدة عام تقريبا .... لدرجة ان الحصص الخفيفة  كان ياخذني منها ليعقد جلسة !

وطبعا كان الطلاب يحسدوني لانهم يشعرون انه يفضلني عليهم 😃 

 وكان بعضهم الآخر يظن انه أخي ولم يكن كذلك!

 ولكنه اخي في الله واستاذي  ومعلمي .

عام مضى ...ولم ييأس ..

كان مصراً ان يرى أسامة نجماً يتوهج من جديد ....وكان له التوفيق من الله ...وكان له ما اراد ... وهنا قويت علاقتي به جدا ...حتى اني لم اكن اتخيل انه سيفارقني يوماً لا قدر الله !

وفعلا عدت من جديد ..ونفضت غبار الفتور والكسل ...

اقبلت على الحياة بصدر منشرح بفضل الله ثم فضل هذا المعلم ...ولكن هل انتهت علاقتنا بعد ذلك ! هل تركني ...؟


ماذا حدث بعد انتهيت من سنة 3 أدبي وجاء الغزو  الغاشم علينا !! هذا ما نراه في المشهد القادم ...









المشهد الثاني :

الغزو الغاشم والصمود


كان قدرنا وعائلتي الصغيرة ان نبقى في الكويت ولا نغادرها ...

وهذا خيار له  ثمن ..
وكان قدر الآخرين الخروج ....

وفي كل خير ..

.فمن خرج خدم الكويت بطريقته ومن بقى خدم الكويت كذلك ...

في تلك الفترة وكنت لم ابلغ الـ18 سنة بعد

 زاد الضغط على  الشباب خاصة المتطوعين في اللجان الشعبية باختلاف انواعها ...

ومررت ايضا بإشكال يحتاج لتدخل سريع حتي لا أعتقل من القوات البعثية الظالمة التي كانت تاخذ الشباب على أدنى شبهة ونحن يغمرنا الحماس  والرغبة في التحرك في كل مكان  !!

 فإذا بمعلمي  يتدخل ...
وينقذ الموقف كعادته وذلك بسبب علاقته مع العديد من النشطاء واللجان الشعبية لمقاومة الاحتلال كما لاحظت ذلك لاحقا ...
فهو كتوم ولا يصرح بشي!

خاصة مع حداثة  سني وحساسية الوضع .
















المشهد الثالث :

بعد سنوات من التحرير


استمرت علاقتي بأستاذي في المرحلة الجامعية
 
وكان لي فيها نعم الموجه ونعم المرشد
 ولولا الله ثم ارشاده

ربما ضيعت الكثير من السنوات
بسبب تخبط الرؤية في تلك الفترة




الكاتب في مرحلة الجامعة 


لازالت البسمة والنور على وجه
أ عادل الدريبان رغم مرور الزمن 



 تنقلت بين عدة كليات ولم استقر الا عندما دخلت كلية الشريعة وكأنني وجدت نفسي وهذا فعلا ما وجهني له
استاذي الحبيب ...بومحمد  الدريبان

بل حرص كي يكون لي  خبرة ادارية واستثمر طاقتي الإعلامية
 ان يشجعني للعمل في المجال الخيري في العلاقات العامة والاعلام

وكان ايضا هو البوابة حينما يقدمني على اني من تلاميذه المميزين ...








والحمد لله بدأت العمل في لجنة  السنابل ورئيسها الفخري الشيخ احمد القطان 

ومديرها  الدينمو استاذي في الادارة
 محمد العبد الله بوعيسى

والذي يحسب له فن الاحتواء حتى لو علم انك تختلف معه فكريا بل يدعمك ويوجهك ويفجر طاقاتك 

 حتي ترقيت فيها كمسئول للعلاقات العامة والاعلام ثم كلفوني بعضوية مكتب  افريقيا للإغاثة ..

وسافرت مع وفد من جمعية الاصلاح
الى افريقيا ولازال بومحمد يتابعني ويشجعني ...





 سوق السنابل الخيري 





زيارة اثيوبيا و ثنائية جميلة
مع استاذي محمد العبد الله 
اول مدير للسنابل 







الدينمو  - محمد العبد الله
                      وبقربه كاميرتي🎥 
في عدة لقاءات  برحلتنا 



ولازلت اشكر كل القائمين على العمل في تلكم الفترة وادعو الله لهم بخير 


وعلى راسهم الشيخ جاسم مهلهل الياسين والشيخ احمد الفلاح ...



















الشيخ جاسم العيناتي يوزع المساعدات



وبعد تغيرات ادارية معينة ...
انتقلت للجنة القارة الافريقة التابعة لجمعية احياء التراث الإسلامي

  برئاسة الشيخ جاسم العيناتي
وهو مدرسة أيضا ...

بالادارة وفي الدعوة
 وتعلمت منه الكثير ...


وقد يتساءل  البعض
كيف جمعت بين النقيضين ؟؟؟

فأقول لان رؤيتي الإسلامية  تنطلق من  انهما ليسوا نقيضين بل مدرستين
ولكل مدرسة ما يميزها ...

وان كنت اعتز اني ترعرت في الدعوة السلفية بشكل مباشر ومستمر
علي يد شيخي الشهيد /
 محمود خليفة الجاسم والذي كتبت عنه هنا في مدونتي موضوعا مستقلا 

كما درست بشكل دوري على يد شيخة
 العلامة عبد الرحمن عبد الخالق  
من خلال خطبه ودروسه وكتبه

 ومعهم دعادل الدمخي ...
منذ كان عمري 16 سنة !!













لكن سر هذ ه الروح المرنة والفكر المستنير هو..

القواعد التي  أسسها الاستاذ عادل الدريبان في شخصيتي وفكري
 ثم عززتها بقرائتي واطلاعي ...


ان من حقنا ان ننتسب لأي جماعة معتدلة لكن ليس من حقنا ان نتحزب
 لحد الاقصاء او التناحر او اظهار العداوة والبغضاء ...

من حقنا ان نتحاور ..ان نرد ويرد علينا ...
لكن في اطار الادب الاسلامي والثوابت الشرعية ...







ثانوية عبد الرزاق  البصير الرميثية سابقا ...

المشهد الرابع  :





محاضرة في مدرسة استاذي  !


كانت اول وظيفة اعمل بها بعد تخرجي من كلية الشريعة قسم اصول الدين والدعوة ..
هي مدرس ثقافة اسلامية في سجن الاحداث !



حيث ارتأت ادارة الدراسات بقيادة مديرها المبدع ان ذلك

 محمد علي العمر

 فتح شراكات مجتمعية مع كافة مؤسسات الدولة لنشر العلمي الشرعي ...وفعلا افتتحت الادارة دار القرآن –التقويم- في سجن الاحداث التابع لوزارة الشئون ...











 واثناء عملي هناك ...بدأت وزميلي العزيز  محمد الدبيخي في الصورة اعلاه 


 نشعر بأهمية توعية الشباب في المدراس
قبل ان يكون مصير بعضهم  سجن الاحداث ...

وفعلا بدأنا  التنسيق لمحاضرات  توعوية في المدارس للشباب  ...

وذلك بعد موافقة  وتشجيع إدراتنا في الدار والادارة ..


وكان أن دعيت لمدرسة فلسطين لإقامة محاضرة وفوجئت بان مديرها في ذلك الوقت هو استاذي ومعلمي  عادل الدريبان فكان اكثر ماشد الطلاب هو  قصتي مع معلمي بالاضافة لقصص الاحداث ...







الشيخ مبارك الصباح واستاذي الكريم 



المشهد الخامس :

حفل تتويج لجهود استاذي لسنوات طويلة


بعد عدة سنوات ترقيت لأصبح  وكيلا فمشرف دار " مدير مدرسة " وافتتحت مركز الارتقاء  للصم
وهو احد اهم النجاحات في حياتي





اروع حفل في الدقيقة 21:30 ...يتحدث استاذي عني 😅 !



لذلك حرصت حتى أسعد استاذي بانجازاتي وهي ثمرة من ثماره

 وحتى أسعد انا برؤيته  ولا تستغربوا ان قلت لكم

اني كلما رايته  تدب السعادة في قلبي بل كما جلست معه

 اشعر أن طاقة تتوهج داخلي  وتطربني منه كلمات التشجيع وكأنني لا زلت طالبا في المدرسة!!!

لذلك حرصت ان ادعوه لاحتفالاتي كلها تقريبا خاصة تلكم التي تقام
برعاية  الشيخ الراقي والكريم  : 
 
مبارك  العبد الله المبارك الصباح

  واحرص ان تكون له فيها كلمة ومشاركة ...








ونلتقي  مرة أخرى في ظلال العمل الخيري  والدعوي !!



وتستمر السنوات ...ولظروف لا نملكها توقفت الاحتفالات السنوية الكبرى ...
واكتفينا بالاحتفالات الداخلية ...

فمرت علاقتي باستاذي فترة ركود بسيطة ...
ما البثت الا وتوهجت من جديد وانا اليوم في العقد الرابع من عمري ...




والتقينا  مجددا لكن هذه المرة في العمل القرآني والدعوي 

حيث شجعنا صديقنا المشترك /

 الشيخ القارئ قيس الرفاعي

- في الصورة ادناه





ان ننضم سوياً في مجلس ادارة الجمعية الكويتية الخيرية لخدمة القرآن وعلومه  الذي يضم نخبة من الفضلاء
 برئاسة م .أحمد المرشد ...

وحدث هذا بفضل الله عزو وجل ...

ولا تسألوني عن حجم الفرحة...
 التي تغمر قلبي حينما نلتقي سوياً او نذهب لأي اجتماع معا ...

ان الشعور الذي يأتيني هو ذاته الشعور الذي كان ياتيني ايام الثانوية شعور بالفخر والابتهاج ..

وكأن عيون الطلاب لاتزال ترمقني بحسد على مكانتي لدى هذا المعلم الانيق ...
الخلوق الرائع .









قبل الختام  ...


أرجو من من الله لأستاذي ان يتقبل الله  منه عمله ورسالته....

 فلطالما آمن عميقا بان التدريس رسالة وتربية جيل ...

وأسأل الله له جزيل الثوب والأجر ...
عني وعن كل طالب افاده في مسيرته ولازال ...

وأدعو المسئولين في قطاعات الدولة ذات الصلة دونكم هذه القمم الشامخة 
والقلوب المخلصة والعقول الحكيمة ....

 استفيدوا  منها كمستشارين  أمناء أو مدربين او محاضرين نخبوين ...

 في مجال  علم الاجتماع والنفس والتربية
 فهم أجدر من كثيرين لا يملكون عشر معشار كفاءتهم   ....


وشكري موصول  لكل من علمني حرفا في حياتي  ...

او له فضل علي ولم أذكره ....

 فلاشك ان هناك الكثير من معلمينا يستحقون الثناء ولكن المقام لا يتسع ....


مسك الختام قول الشاعر  :


يا شمعة ذابت لتهدي ضوءها  
 لبراعم الإزهار في الأغصانالوصف: http://www.manhal.net/images/clear.gifالوصف: http://www.manhal.net/images/clear.gif

من شوك صبرك قد عصرت لنا الندى 
 كرم بعزمك أيها المتفانيالوصف: http://www.manhal.net/images/clear.gifالوصف: http://www.manhal.net/images/clear.gif

رمز الفداء على الزمان معلم 
 يرعى الغراس ولا يكون الجانيالوصف: http://www.manhal.net/images/clear.gifالوصف: http://www.manhal.net/images/clear.gif

فهو المثال لكل من عرف الندى 
 لاشك أن نداه نوع ثانالوصف: http://www.manhal.net/images/clear.gifالوصف: http://www.manhal.net/images/clear.gif

جود الورى يقري البطون وجوده 
 نور لكل بصيرة وجنانالوصف: http://www.manhal.net/images/clear.gifالوصف: http://www.manhal.net/images/clear.gif

يا هذه الأجيال كوني بره 
فهب المحبة صاحب العرفانالوصف: http://www.manhal.net/images/clear.gifالوصف: http://www.manhal.net/images/clear.gif

حقا على الإنسان إن عز الوفا 
 ألا تضيع حقوق ذا الإنسانالوصف: http://www.manhal.net/images/clear.gifالوصف: http://www.manhal.net/images/clear.gif