دعيت من قبل الداعية الفاضلة / وفاء البعيجان مستشار وزير
الأوقاف والشئون الإسلامية والمديرة السابقة لمركز الرشاد بالمؤسسات الإصلاحية
" مبارك الحساوي حالياً " لحفل افتتاح مركز
مبارك الحساوي للدورات الشرعية والتربوية الخاص بنزيلات المؤسسلات الإصلاحية والذي تم بناءه بتبرع سخي من مبرة مبارك
الحساوي الخيرية وسعي كريم من الداعية /البعيجان ، وذلك تحت رعاية وزير الأوقاف والشئون الإسلامية السيد
/ يعقوب الصانع ، ويعتبر المركز الأول من نوعه من حيث الفكرة على مستوى المنطقة في
تأهيل وتوعية نزيلات المؤسسات الإصلاحية من الناحية الروحية والأخلاقية والنفسية .
ولقد كان الانطباع رائعا من أول مشهد له وهو البطاقة
الاكترونية التي صممت بطريقة جميلة ومشوقه تؤكد حرص المركز على التميز
والانفراد واتقان العمل ..... ورابطها أعلاه .
دخول السجن المركزي لأول مرة !
في الحقيقة كانت
أول مرة لي أدخل فيها السجن المركزي ورغم عملي في المركز النوعية والخاصة بل وعملي
السابق في دار التقويم للأحداث إلا ان الدخول للسجن المركزي مختلف تماما !!
فنظرا لطبيعة المكان وحساسيته الأمنية فإن اجراءات الأمن
شديدة جداً وحينما تقترب من البوابة تجد
كلبا بوليسياً ينظر اليك بارتياب وتدعوا الله ان لا يفلت وثاقه ثم تصبح في خبر كان
! ولكن ما خفف عنا ان ادارة المركز قامت بوضع أسمائنا عند الضباط وذلك لكي يتم التعامل معنا كضيوف لديهم تصريح
بالدخول، وفعلا لم يقصر رجال الأمن وتبعناهم الى موقع المركز , وبينما نحن في
طريقنا اليه كانت على يميننا مبان متعددة محصنة بينهم شبك من حديد يطوق منصة
الإعدام! ولقد تخيلت اخواني العاملين في هذا المجال كيف يمرون علىكل هذه الاجرءات
الضرورية ويشاهدون منصة الاعدام كل يوم ! نسأل الله أن يكتب لهم الأجر والثواب وخاصة
الأخوات اللاتي نذرن أنفسهن لهذا العمل رغم تحدياته سواء على مستوى أسرهن او على
مستوى العمل نفسه .
نور في غياهب السجن !
واستمر سيرنا خلف الدورية وبينما أنا أفكر في المكان وأجوائه ومشقة عمل
الزملاء فيه لا سيما وانهم مدنيون لم
يعتادوا على هذه الظروف ، فإذا بنور يسطع في غياهب السجن ...نعم لقد رأيت بناء
شامخا هو مبنى مركز مبارك الحساوي للدورات الشرعية والتربوية الخاص بنزيلات المؤسسلات الإصلاحية
... وقد بدا لي كأنه النور في غياهب السجن بل كانه الشمس التي تشرق على قلب
النزلاء فتضيئها !!
الخيمة الجميلة. ... وحضور أسرة الحساوي المبكر
بمجرد وصولنا للمركز استقبلنا فريق المركز بخيمة جميلة
توفرت فيها كل أنواع الضيافة والترحاب وقد لفتني حضور أسرة مبارك الحساوي المبكر ممثلين بالسيد عبد العزيز والسيدة خولة وأخوانهم فقد
حرصوا على التواجد بالموعد المحدد رغم انه يوم عزاء لوفاة عمهم / عبدالله عبدالعزيز الحساوي
رحمه الله .
لفيف من وكلاء الأوقاف والقيادات الامنية
أيضا كان لافتا حضور لفيف من وكلاء الأوقاف والقيادات
الامنية برتب رفيعة وكانوا جميعا مع أسرة
" الحساوي " في خيمة الضيافة في
مشهد جسد التعاون المجتمعي بين الأفراد والجهات المتعددة لخدمة الكويت وساكنيها .
وبدأت فعاليات الحفل
تزامناَ مع أسبوع النزيل الخليجي تحت شعار ( خذ بيدي نحو
غد أفضل ) ، أقيم فعاليات حفل افتتاح المبنى الجديد لمركز مبارك الحساوي بقاعة للاحتفالات
داخل المركز ، ، وبحضور ممثلي مبرة مبارك الحساوي أ/ عبدالعزيز مبارك الحساوي ، و
أ / خولة مبارك الحساوي وبحضور كل من السيد وكيل وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية
/ د. عادل الفلاح نيابة عن السيد الوزير ، والسادة الوكلاء المساعدين والمسئولين بإدارة الدراسات الإضافة إلى الحضور
من موجهات ومديرات مراكز دور القرآن الكريم النسائية ، وبحضور لفيف كم قيادات
وزارة الداخلية ، يتقدمهم السيد مدير الإدارة العامة للمؤسسات الإصلاحية اللواء /
إبراهيم العيسى ، ومساعد مدير الإدارة العامة للمؤسسات الإصلاحية العميد / عادل
الإبراهيم ، ومدير إدارة سجن النساء العقيد / مرزوق المطيري ومدير إدارة أمن
السجون / المقدم نايف الكندري ، والأخوة رؤساء الأقسام في المؤسسات الإصلاحية .
الكلمات وتأثر المستعمين إليها !
كان لصدق المتحدثين في إلقاء كلماتهم أثراً بالغا في
نفوس الحاضرين فالسيدة البعيجان تناولت
قصة كفاح لبناء المركز ولاقت كلمتها اثرا طيبا في النفوس وكلمة الدكتور عادل
الزايد كانت مميزة حيث أشاد بفكرة المركز وأثني على داعميه وبين أن دخول النزيل
ضمن برنامج متكامل هو التطبيق العلمي الصحيح لمفهوم الاصلاح وهو ما تجسده فكرة مركز
الحساوي ، وأما المتحدثون باسم وزارة الداخلية والاوقاف فقد أكدا ان مسيرة التعاون مستمرة وانهما
ماضيان في التعاون لخدم الدين والوطن .
عرضان أفاضا الدموع والمشاعر
الفلم الاول / تناول سيرة رجل الخير العم مبارك الحساوي ودوه في الريادي والخيري وكان بحق مؤثرا مفيضاً للدموع لا سيما واننا اكتشفنا
جوانب من حياة الراحل لم نكن نعرفها كحرصه
على ترميم مسجد عثماني في تركيا بمبالغ طائلة حفاظا على هذا المسجد المبارك وحباً
في هذا التاريخ المشرق كما تعرفنا على دوره رحمه الله في إقامة المشاريع الخيرية في الخليج والعالم الإسلامي ! كل هذا وغيره تم عرضه في إخراج متناغم وأسلوب آسر
وأناشيد جميلة وغاية في الروعة .
الفلم الثاني / طاف بنا برحلة تاريخية من بداية عمل مركز
الرشاد " الحساوي حاليا " في مصلى
النساء بعنبر النساء مرورا بالانجازات الرائعة كالمخيمات الربيعية " الداخلية
" وصلاة العيد " في باحات السجن " والدورات الشرعية والتربوية الى هذه المرحلة من العمل المتميز تعليميا وذلك في
مكان حديث ومجهز ووبناء على احدث طراز بدعم من عائلة " مبارك الحساوي "
كما ان الفلم هز قلوبنا بكلمات التائيات من النزيلات ودخول بعض غير المسلمات في الإسلام بفضل الله
ثم جهود المركز والعاملين فيه جزاهم الله خيرا وبارك الله في جهودهم . .
تأثرنا فكيف بعائلة الحساوي صاحبة الفضل بعد الله ؟
أعزائي
...لا أخفيكم أنني كأحد الضيوف تاثرت جدا
بهذين العرضين فكيف بأسرة الحساوي الكريمة التي رأت غراس والدهم رحمه الله كيف بدأ
وكيف ظل يتنامي بفضل الله ثم متابعتهم لخطى والدهم رحمه الله ...ولا تثريب عليهم اذا
فاضت دموعهم وهم يرون هذا الصرح الشامخ الذي قامو برعايته ويرون ثماره وهو ما بينته في كلمتها
السيدة وفاء البعيجان التي القتها في بداية الحفل حيث جاء فيها :
في
عام2007 وفي حفل قرآني خاصة بفئة الصم العزيزة علة
قلوبنا التقيت مع وجه ملائكي بنوره وقلب مفعم بالحب لهذا البلد ولأبنائها ومن يعيش
فيه ، التقيت بالسيدة الفاضلة خولة الحساوي حفظها بنت العم مبارك الحساوي رحمه
الله وأسكنه فسيح جناته ، ولما رأيت فيها وفي عائلتها الكريمة من حب للخير وحرص
على خدمة القرآن وأهله في كل شرائح المجتمع ، حدثتها بحلمنا الجميل وهو تأسيس مركز
دار للقرآن والعلوم الشرعية متكامل حديث التجهيزات لخدمة النزيلات بالمؤسسات
الإصلاحية ، يكون الأول من نوعه على مستوى العالم الإسلامي .
يهدف
لتقويم من أخطأ الطريق وانحرف عن الجادة
وارشاده ومحاولات إصلاحه واحتوائه ، ويحظى هذا المركز المبارك بغطاء رسمي يكفل بقاءه ونماءه من كل وزارة
الأوقاف والشئون الإسلامية كإدارة مسئولة ماليا واداريا ، ووزارة الداخلية كإدارة
مستضيفة لهذا الصرح الشامخ ، فما كان من صاحبة هذا القلب الكبير إلا فتحت قلبها لنا وما هي إلا
أيام حتى جاءت محلقة بالبشارة بموافقة العائلة الكريمة المحسنة عائلة مبارك
الحساوي رحمه الله بتحمل نفقة إقامة مبنى دارة القرآن الكريم .
ونظراً لطبيعة المركز وما تتطلبه الاجراءات
والموافقات ذات الصلة وقد بدأنا فعليا البناء بفضل الله عام 2010 وبعد تخطي جميع
الصعوبات الإدارية والهندسية والفنية وها
نحن اليوم بفضل الله عز وجل وتوفيقه ، نعلن تحقق هذا الحلم ونفتتح معكم مركز مبارك
الحساوي للدورات الشرعية والتربوية الخاص بنزيلات المؤسسلات الإصلاحية لتنطق مسيرة
انجازاته المباركة في تثقيف وتوعوية وهداية الطالبات وليكون حسنات رقراقة في ميزان
كل من ساهم في ترجمة هذا الحلم الى حقيقة واقعة تسر الناظرين وتبهج قلوب المؤمنين.
جولة في أرجاء المركز
بعد
انتهاء فعاليات الحفل أخذتنا إدارة المركز
لجولة في أرجاء المركز رأينا فيها الفصول الدراسية الحديثة والأثاث الراقي
والتجهيزات التعليمية عالية المستوى وهو بصراحة يفوق بعض المراكز خارج السجن –
تبارك الرحمن – ويخلق بيئة جاذبة للدارسات ويعينهم على الاستقامة والتغير نحو
الأفضل بإذن الله .
كيكة وبالونات في السجن !
رغم أننا في أجواء السجن إلا ان ابداع المنظمات لايقف
أمامه حاجز فقاموا بإعداد كيكة للاحتفالية عليها شعار المركز وبالونات جميلة وحمامات
بيضاء اطلقوها في السماء تبعث السكينة والسلام – احداها حطت على سيارتي برهة من
الوقت ثم طارت – فكانت لي فألا حسناً .
مسك الختام
سادت بين الحاضرين سعادة غامرة فالجميع يشكر الجميع الى
هذه الشراكة الرائعة لخدمة الدين والوطن والانسانية ثم ودعونا مركز الحساوي و
مسئولي الداخلية وخرجنا جميعا تباعا نحمل في قلوبنا ذكرى لعمل رائع ومشاهد مؤثرة
ومواقف معبرة من الصعب ان ننساها .
هذا وندعو الله ان يجزي كافة المساهمين في العمل خير
الجزاء ونخص بالذكر الجميل والثناء الحسن عائلة العم / مبارك الحساوي - أسكنه الله الفردوس الأعلى
وبارك في ذريته ,