جاءتني دعوة كريمة من جمعية الأمل اللبنانية لحضور ملتقاهم الأول في تركيا وطوال شهر تقريبا لم أكن قد اتخذت قراري بالسفر بسبب ظروف خاصة إلا ان إلحاح ومتابعة ومرونة " الدينمو" والرجل المتميز في العلاقات العامة الأستاذ محمود سيف الدين - في الصورة أدناه - جعلتني اتخذ القرار قبل يوم بأن لا أرد هذا الرجل المفضال بعد كل ما بذله من جهود في المتابعة وقررت السفر وجهزت نفسي سريعا وقلت لعلي اجد أحدا من نفس بلدي يرافقني بالطائرة فانا وان كنت احب زيارة تركيا لكنها المرة الأولى وبودي ان يكون معي احد ....
الرفقة الطيــــــبة
و أجمل شيء حدث معي في هذه الرحلة هي مرافقتي للغالين اخواني الصم الذين لم اعرف جمعية الامل إلا من خلال عملي معهم في مقر النادي - حيث انني أدير مركز الارتقاء - للصم وهو مركز تابع لوزارة الأوقاف لكنه أقيم بالتعاون مع النادي الكويتي الرياضي للصم .، إضافة لدوري كمستشار إعلامي لجمعية مقومات حقوق الانسان الكويتية ...وهنا في الصورة أعلاه - بالطائرة - اول واحد بقربي الأخ العزيز صادق الحرز - أمين الصندوق المساعد في النادي - ثم الأخ الحبيب الناشط جابر الكندري والعزيز الخلوق ناصر القلاف عضو مجلس الإدارة - وفي الحقيقة استفدت كثيرا لكونهم معي فالصم لديهم مزايا يفوقون فيها غيرهم منها ما شاء الله حسن التدبير والتصرف ولو كانوا وحدهم في بلاد لا يعرفونها ، هذا وقد رافقهم نخبة من مترجمي الإشارة ومعلمي التربية الخاصة - وهما معي في الصورة امام الإعلان أعلاه أيضاً -
الأستاذين يوسف الراشد وأحمد الحبيب .
إضافة للأخ عبد العزيز النبهان " الشقردي" وقد أطلقت عليه هذا اللقب لما لمسته منه من همة عالية وحسن تصرف ومبادرة لتسهيل مهمة الوفد
^^ الشقردي متأملا ^^
ما إن وصلنا المطار إلا ووجدنا استقبالا جميلا ً، من فريق على رأسه الأخ النشط محمود سيف الدين .
وثاني يوم من الوصول وهو يوم الجمعة بدأت الفعاليات التي أبهرتنا بها " الأمل " بحسن التنظيم وروعة الفقرات وحسن الترتيب مما نال إعجاب الجميع واليكم بعض المشاهدات وأرجو أن تستفيدوا منها
وتستمتعوا في مطالعتها فقدأاخذت مني ساعات لجمعها بهذه الحلة القشيبة :)
(( الافتتاح الفاخر والتنظيم الباهر ))
بحضور حاشد حضرته وسائل الإعلام وبالشراكة مع وزارة الشؤون الاجتماعية في لبنان وبرعاية وزارة الأسرة
والشؤون الاجتماعية في تركيا وبلدية إسطنبول – التي قدمت الكثير من التسهيلات
والدعم اللافت - أقامت جمعية الأمل للرعاية والتنمية الاجتماعية ملتقى
الأمل للإعاقة الأول في إسطنبول تركيا بالفترة من 25/26 - 12-2015 بعنوان "
شموس مشرقة" بحضور مدير عام وزارة الأسرة والشؤون التركية إسحاق شفتشي، مدير
عام وزارة الشؤون الاجتماعية في لبنان رندة بو حمدان، النائب الدكتور عماد الحوت،
ممثل مستشار رئيس وزراء جنوب أفريقيا لشؤون الإعاقة الدكتور أشرف جدار، ممثلة
السيدة الأولى أمينة أردوغان، نائب رئيس منظمة الفهمي بولنت يلدريم وعدد كبير من الشخصيات والجمعيات المختصة في شؤون الإعاقة.
الكلمة الأولى كانت لوزارة الأسرة والشؤون
الاجتماعية التركية ألقاها مدير عام الوزارة الأستاذ إسحاق شفتشي – وهو بالمناسبة
كان يتكئ على عكازه - وقد تحدّث عن إنسانية التعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة لأنه
بالاهتمام بهم ستشرق شمسهم، مضيفاً "لقد تم تطوير النظام للاهتمام بحقوق ذوي
الإعاقة وكذلك لتأمين الوظائف لهم
فيعيشوا حياة كريمة، لذلك اجتمعنا هنا لنستفيد من تجاربكم وتستفيدوا من تجاربنا"
وشخصياً لفتني الحس
الإسلامي العالي الذي يتمتع به الأتراك حينما يلقون كلماتهم .
أما الكلمة الثانية فكانت لمعالي وزير الشؤون
الاجتماعية في لبنان رشيد درباس ممثلاً بمدير عام الوزارة السيدة رندة بوحمدان التي نوهت
بتضافر جهود الوزارة مع حوالي مئة مؤسسة أهلية تعمل في المجال الاجتماعي مع ذوي
الإعاقة للعمل على استصدار قوانين تخدم هؤلاء الأشخاص كما وتحدّثت بو حمدان عن
منجزات الوزارة في هذا المجال.
أحمد الغول قصة كفاح
أما أحمد الغول - أعلاه - بطل السباق في لبنان فقد تحدّث عن إعاقته وكيف تحداها وأصرّ على الإبداع والنجاح والعمل وتلا علينا آيات عطرات من كتاب الله عز وجل
وفوجئنا أنه
بالإضافة لعمله في المطافئ فهو أيضا معلم للقرآن وتجويده وتكلم بإسهاب كيف ان
القرآن أعانه لكي يتكيف مع حياته الجديدة وينطلق في كل ميادين الحياة دون تردد وقد
رأيناه وهو يلعب العديد من الألعاب الرياضية عبر الفيديو التعريفي الذي تم عرضه ..
تبعها كلمة ممثل مستشار رئيس وزراء جنوب أفريقيا لشؤون الإعاقة الدكتور
أشرف جدار وكلمة نائب رئيس بلدية إسطنبول نهاد الماجد حيث تناول جهد البلدية
باهتمامها بالأشخاص ذوي الإعاقة ..
ثم تحدثت ممثلة عن السيدة الأولى أمينة أردوغان التي أكدت على أهمية إنسانية الموضوع بسبب تزايد عدد الأشخاص ذوي الإعاقة نتيجة لتزايد الحروب والصراعات في البلدان المجاورة وأملت أن ينال الملتقى خلال اليومين ثماره وأن يحقق النجاح والتوفيق.
من ثم كلمة الشريك التنفيذي لجمعية الأمل مؤسسة وهي مؤسسة إنسانية معروفة في تركيا ولها جهود مشكورة ألقاها نائب الرئيس السيد فهمي بولنت يلدريم . IHH
د.عمار ... وعطاء مدرار ...
تبعتها
كلمة أصحاب التحدي القاها الكاتب والصحفي وعضو هيئة الإذاعة والتلفزيون السعودي
الدكتور المتميز عمار بوقس الذي تحدث عن الإعاقة ووصفها بأنها "انطلاقة وتحدي
وإصرار وعزيمة وأمل ثم أمل، وما دام هناك قلب ينبض فهذا يعني أن هناك أمل" ثم حدثنا عن تحوله من متلقي لخدمة الى مبادر لتقديم خدمات عبر مبادرة عمار للموهوبين ذوي الإعاقة . والدكتور عمار يكاد يكون
الأكثر خطفاً للأنظار بسبب صعوبة ما مر به من تحديات ونجاحه الفائق في تجاوزها والجميل اني التقيت به وقد كان ولده معه – تبارك
الرحمن – يرافقه هو ورفيقة دربه أينما ذهب .
عـماد . . . ... الأمل
أما الكلمة الختامية فكانت لجمعية الأمل للرعاية والتنمية الاجتماعية ألقاها رئيس مجلس إدارة الجمعية الدكتور عماد الحوت " الأب الروحي لهذا الصرح الشامخ" الذي شكر الرعاة والحضور والشركاء وأبرز ما قال فيها: "إنّ 15% من سكان العالم من ذوي الإعاقة و80% منها في الدول النامية ومعظمها في الشرق الأوسط وإننا نحتاج إلى منظومة للنهوض بهذه الشريعة والاهتمام بها"
ومن الأشياء الجميلة التي لمستها فيه أثناء شكري له ولجمعيته أنه حريص على إنكار ذاته والثناء على دور فريق العمل والاعتراف بفضلهم وهنا عرفت سر نجاحه في قيادة هذا العمل الكبير وبنجاح لافت فالإدارة بالأخلاق هي أرقى أنواع الإدارة وأكثرها نجاحا .
واختتم الافتتاح بتوزيع الدروع للرعاة والشركاء
وكذلك بعض المبدعين من ذوي الإعاقة.
ابداع الصم
الفنانة المبدعة ندى باسم مسعود من ذوي الإعاقة السمعية كانت ترسم لوحاتها
على هامش الملتقى وفي الحقيقة رسوماتها كانت آسرة وقد وددت لو أني اقتنيت منها
واحدة لكن للأسف ضيق الوقت لم يسعفني .
الجلسة الأولى للملتقى: تكافؤ الفرص وسهولة الوصول
وقد تضمنت الجلسة الأولى ثلاث أوراق عمل:
الأولى: تعليم الأشخاص
ذوي الإعاقة ومدى تأمين الخدمات اللازمة لهم قدّمها الدكتور غالب حيدري أستاذ
مساعد في كلية التربية في جامعة الحسين بن طلال في الأردن.
الثانية: الخدمات
الصحية ومدى انسجامها مع الاتفاقيات والممارسات الدولية قدّمها الدكتور مالك محمود
مدير فريق العون الصحي في جنوب افريقيا.
الثالثة: الأشخاص ذوي
الإعاقة والمتطلبات اللازمة لسوق العمل قدّمها الدكتور مهند العزة عضو مجلس
الأعيان السادس والعشرين ودكتوراه في القانون الدولي من الأردن
وفي الحقيقة هذا الرجل أبهرني بدء من اسمه
المميز وانتهاء بعلمه وطرحه المتميز وأنا فعلاً أتمنى ان التقي هذا الرجل في
مناسبات قادمة لا سيما وان بيننا لغة مشتركة وهي اللغة الحقوقية والاهتمام بما هو
ذو صلة فيها .
الجلسة الثانية للملتقى: منكم نستمد الإرادة
والتي ادارها الإعلامي القدير / أ. أشرف المرزوق – وهو بالمناسبة من اساتذتي في الإعلام وقد علمني الحزم في إدارة اللقاءات وقد تضمنت الجلسة نماذج مميزة في خمس أوراق:
الورقة الأولى: نموذج
لأسرة داعمة لفرد من ذوي الإعاقة قدّمها الدكتور سهير عبد الحفيظ استشارية في
التربية الخاصة وتأهيل الصم والمكفوفين من مصر
وإذا أردنا الحديث هذه الأم المعجزة - وعن رحلتها مع أبنائها الصم ورفيق دربها الداعم لها د نجيب السيد إبراهيم استشاري طب النساء الولادة - سنحتاج موضوعا مستقلاً وذلك احيلكم على الرابط ادناه للاطلاع على نبذة عن قصتها كما نأمل من الأمل الإسراع في طباعة وتوزيع أوراق العمل الدكتورة وغيرها من الضيوف لم يسعفهم الوقت والناس متعطشة لما لديهم من علم وخبرات وأنا اولهم لدرجة انني لم اضيع تقريبا أي جلسة رغم متاعب صحية ألمت بي .
الورقة الثانية: آن
سيلفان العربية قدّمها الأستاذ محمد وهيب بدر عوض أستاذ في معهد النجاح للإعاقة في
فلسطين "
الذي أكد لي بأنه أجل زواجه حتى الآن لأنه يشعر أن الطلاب في المدرسة أبناؤه ولذلك نجح ليكون الأول في مجاله على مستوى الدولة فقد جعل الحب شعاره في عمله .
الورقة الثالثة: تحدّى
الإعاقة فأبدع قدّمها أحمد الغول من لبنان وفيها تفصيل لما ذكره في الافتتاح من تحديات واجهها بعد أن كان اطفائي ثم رجل ذو إعاقة .
الورقة الرابعة: نموذج
لتحدّي إصابات الحروب قدّمها الأستاذ أحمد السوافيري عبر الأقمار الصناعية - كما تلاحظون في الصورة أعلاه استخدامه للسماعة - من غزة
فلسطين وهذا الأستاذ ذو الإرادة الحديدية
قدم لنا فقرة
وهو يعلم الأطفال من على كرسيه المتهالك ويتمنى لو انه استطاع توفير اطراف لتحسين
حياته اليومية وما ان انتهى من كلامه إلا وفاجأتنا احدى الضيفات من المحسنات بانها
متكفلة بكل احتياجاته ووان وجه الأستاذ مصدوما مخلوطا بمشاعر الفرح وكانه قد ولد
من جديد !
الورقة الخامسة: نموذج
لتحدي إصابات الإعاقة المبكرة، قدمها د. عمار بوقس
وهو الرجل الذي لا يتحرك منه سوى رأسه ولكنه أعجوبة مذهلة !!
تميز بحضوره وحسه الإعلامي والقائه للنكات والطرائف مما جعل الجميع يشعر بالإعجاب والتقدير لهذه الشخصية المبهرة وله فله فلم ملهم أنصح بمطالعته
رابط آخر احتياطي