الأحد، 10 مايو 2015

هل تســــمعون توجعي ؟!





 ((     هل تسمعون توجعي ؟    ))


تقولها أم رزقت بطفل من ذوي التوحد  وظل يكبر امامها وهي تعاني مشكلة عدم تفهم المجتمع لسكناته وحركاته وصراخه  المفاجيء ..وتظل تبكي وحدها بعد أن غادرها زوجها للدار الآخرة وتركها تصارع الحياة !




هل تسمعون توجعي ؟

يقولها أب حائر بابنه المصنف بان لديه إعاقة  ذهنية ....ولكنه يحتاج إلى عقاقير معينة اثناء الدراسة حتى لا تصيبه التشنجات فترفضه  المدرسة الحكومية لعدم توافر الشروط  لكونه وافداً ، وبالطبع لا يجد ما يمكنه سداد رسوم المدارس الخاصية بذوي الإعاقة حيث أنها تكون برسوم نارية تلتهم أضعاف راتب الموظف العادي ! فيحبس دمعته ويتجرع وحيداً قهر الرجال !



هل تسمعون توجعي ؟

تقولها ام لعدة أبناء من الصم ... اختارت ان تضع لهم قوقعة الكترونية أملا في أن يسمعو الحياة كما نسمعها ! ورغم المخاطر والتكاليف تنتهي العملية ولكنهم لا يتحدثون لان جلسات التخاطب ذات الجودة الحقيقية مكفلة جدا ولا يمكن ان يغطيها راتبها كله رغم انها مواطنة !


هل تسمعون توجعي ؟

تقولها سيدة مسنة .. أقعد المرض زوجها المسن ...فليس لها معيل إلا ما يرزقها الله من اهل الخير ...ولكن القصة لم تنته بعد... بل هي ترعى طفلها الذي أصبح في سن الشباب وهو من متلازمة  الداون .....ويحتاج عناية خاصة لا تملك توفيرها وليس لديه مكان يصرف فيها طاقاته ومواهبه لانه تجاوز سن العشرين !!  فتكفكف دمعها وتقول طالما ان معي ابني ...لن يضيعني الله .


هل تسمعون توجعي

وتوجع الدنيا معي ...هو حال العديد من الأسر التي عضت على جرحها بسبب عزة النفس ...وعرفناهم فقط بسبب اهتمامنا في هذا  المجال ! ولكننا مجرد نشطاء لا نملك سوى جهودنا البسيطة .




ولذلك كل ما أود ان أسجله في هذه السطور المخلصة ...ان يلتفت المسؤلون في بلادنا العربية والإسلامية  كلها  لهذه الشريحة من المجتمع فتوفر لهم القوانين التي تحفظ لهم حقهم في الحياة الكريمة ...

وكافة حقوقهم الأساسية كالتعليم والصحة والعمل ....  وان تكون تلكم  القوانين واقعاً عملياً لا حبراً على ورق.... ولتكن الحقوق للجميع طالما انه من ذوي الإعاقة وافداً كان أم مواطناً...

وإذا لزم الامر فلنحي سنة الأوقاف التي شهدها  التاريخ الإسلامي العريق حيث كانت الأوقاف تشمل كل شرائح المجتمع الإنسانية فتغطيها بلا تفرقة....

لنقل لهم جميعا نعم نسمع أوجاعكم ، ونحن جزء منكم  ، ولن نتخلى عنكم ، وسنعمل لاجل حقوقكم ، كي تعيشوا حياتكم دون ألم ، ودون جراح دفينة تخفونها  تحت ابتسامات الكبرياء والعزة .

==========
=====
==
(( ******تنويه هام ******))

المقالة أعلاه ننشرها تزامناً مع نشرها في مجلة زهرة الامل - الاكترونية 

التابعة لجمعية " الأمل للرعاية والتنمية الإجتماعية" هي جمعية خيرية تعنى بالأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم في لبنان والشرق 
الأوسط وتقدم لهم مختلف أنواع الخدمات الرعائية والصحية والإجتماعية




=====


ولمن يود التعرف على اخبار ومؤسسات ذوي الإعاقة بالكويت يتفضل موقع الأمل
الحاصر على جائزة سمو الشيخ سالم اعلي الاكترونية