الاثنين، 15 يونيو 2020

عذراً ...شيخنا الجليل !



قال - تعالى -:  
" يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ "


قرأت دعوة من سماحة الوالد الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق يطلب من أخوانه الدعاء له بالمغفرة ..



فاهتز قلبي وارتجفت روحي  وأنا أقرأ حروف الرسالة التي نشرها في حسابه بتوتير ...



فقلت ..

بل نحن من يطلب منك الدعاء يا شيخنا الجليل ويا صاحب الفضل علينا بعد الله في العلم والدعوة ...

ورأيتني أكتب هذه الحروف  الخجلة  لعلي أخفف عن نفسي ما أصابها بعد قراءتي لرسالة الشيخ المذكورة ..





عذرا شيخنا الجليل ...

فقد قصرنا في حقك علينا كثيرا ً ..
عقود طويلة بذلتها في العلم والدعوة والتربية...

 وتشهد لكم منابر المساجد ودوواين الكويت ومنتدياتها 
وتشهد لكم مؤلفاتكم في شتى مجالات العلوم الشرعية ....





ويشهد لكم تلاميذكم ومن ابرزهم شيخنا الشهيد باذن الله 
- محمود خليفة الجاسم - 
ود.عادل الدمخي و د.وليد الطبطبائي
 والشيخ ناصر شمس الدين..
وغيرهم من الكرام 

 وقد غرسوا فينا حبكم وتوقيركم والحرص على الاستفادة من علمكم
وأدبكم الجم ...


عذرا شيخنا الجليل ...

فقد غاب الوفاء عند العديد من الناس وساءت اخلاق حتى بعض طلاب العلم  فلم يعودوا يفرقون بين الاختلاف الفقهي والحوار العلمي ..
وبين تجاوز حدود الأدب مع اهل العلم ونكران الجميل!!

عذرا شيخنا الجليل ...

فقد واجهت في حياتك الدعوية أقسى  صور الخذلان والنكران ولكنك صبرت ولم تتغير حتى على من تغيروا عليك ...

ولسان حالك قول الشاعر  :

أُعَلِّـمُهُ الرِّمَـايةَ كُلَّ يَـومٍ
فَلمَّـا اشْتَدَّ سَاعِدُه رَمانِي







عذرا شيخنا الجليل ...

رغم مرضك وقلة ظهورك في المنتديات العامة ...
ترك البعض كل قضايا الأمة وأولوياتها وتفرغوا فقط لتتبع  عثراتك ومحاولة التشنيع  والتحريض عليك ...

 فَلَوْ كَانَ سَهْمًا وَاحِدًا لاَتَّقَيْتُهُ 
وَلَكِنَّهُ سَهْمٌ وَثَانٍ وَثَالِثُ


هذا مع العلم بأن مؤلفاتك  منشورة ومواقفك معلنة ...
وولاة الامر ممثلين بكبار المسئولين يكرمونك ويقدرونك ويعرفون فضلك وجعلوك  تنشر تفسير اعظم كتاب

 " القرآن الكريم "

 في تلفزيون الدولة الرسمي وتخطب على مدى عقود دون تسجيل أي مخالفة توقف هذه المسيرة !





عذرا شيخنا الجليل ...

فأمام قسوة الهجمات المتكررة عليك ...
بعض محبيك صامت
 و البعض القليل يذب عنك !
وتُرِكتَ يسيء المغرضون لسيرتك العطرة ومكانتك العلمية
ومنهم  من كان يلعب مع الصبية  حينما كنت تعتلي المنابر !





عذرا شيخنا الجليل ...

فالإنصاف عزيز ...وطرازك  من العلماء فريد ...
والجبان لا يحب الشجاع ... 
والجاهل لا يحب العالم ...
وقد كانت كلمة منك ...تشغل الكويت بأسرها
 ويتداولها المسلمون في الخارج في الدول العربية والأجنبية !

فتكاثر الحساد ...
والحسد آفة الأخلاق ....



عذرا شيخنا الجليل ...

لان البعض نسي ان الكويت انتشرت فيها السلفية وتأصلت بسبب كتاباتك وحفظها الله من فتن كقطع الليل المظلم بفضلك ...

وتم تأصيل العمل الجماعي وترشيد المشاركة السياسية
من خلال مؤلفاتك ...
واليوم يأتي من ليس له حظ بالعلم
 ولا بالخلق ليحاول ان يناطح الجبل فلا يضر إلا نفسه !


عذرا شيخنا الجليل ...

اذا جرحتك إساءة من احدهم 
 او آلمتك فرية من مغرض في هذه الظروف ...

فإنما هو طريق المصلحين 
والعلماء والأنبياء وهم أشد الناس بلاءً ...






عذراً شيخنا الجليل ...

أعلم وكافة محبيك  رعاك الله  ... وتقبل منك ..
ومتعك بالصحة والعافية ...
انك لا تحب الاطراء ولا تطلب المديح ..
ولكنها  وقفة حق بعد مرور وقت طويل وطويل جداً ...
وأنت تمر بما تمر به من ظلم وافتراء ...



عذرا شيخنا الجليل ...

فقد رأيت وأنا في نهاية الأربعينات ...
أن أسجل هذه الحروف في لحظة فارقة  من مسيرة حياتي ...
ووالله وتالله ...إن حقك علينا كبير ...
ولكن مثلك يقبل المعاذير..


=======


( مؤلفات الشيخ ) 
















( موقع الشيخ الرسمي) 






حلقات الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق
 بتلفزيون دولة الكويت 

 تفسير القرآن العظيم 












هناك تعليقان (2):

  1. الشيخ له أثر مبارك، يعلمه من خالطه ، رجل أفنى شبابه في الدعوة للتوحيد ولزم القرآن في مشيبه تلاوة وتفسيراً، وذكراً لله ورسوله صلى الله عليه وسلم حتى إنه ليذكره صلى الله عليه وسلم على المنبر فيسيل دمعه ولا يقوى على إتمامها، يحسبه خصمه الجاهل ثكنة من المؤامرات ، أما الداني فيستطعم عذوبة ثماره إذ رويت من منبع العلم الصافي ، حفظ الله الشيخ وبارك فيه

    ردحذف
  2. بارك الله فيكم اخي اسامة شيخنا له حقا علينا فقد تربينا على كتبه ومحاضراته
    متع الله في عمره ورفع الله قدره

    ردحذف